شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[تعريف الحرف]

صفحة 16 - الجزء 1

  وإن دلت على طلب شيء في المستقبل، مثل: قُمْ واقعد فيسمى فعل الأمر.

  فهذه كلها أفعال لأنها دلت على الحدث والزمان.

  وأما إن دلت الكلمة على الزمان وحده فهي اسم، مثل: غد واليوم وأمس. وكذا إن دلت على الحدث وحده فهي اسم، مثل: الضرب والقيام والقعود ونحوها، كما مر. وقولي: «فقط» ليخرج نحو: ضارب؛ لأنه دال على ذات.

[تعريف الحرف]

  والحرف: ما دل على معنى في غيره فقط، - وهذا يكفيك، ولا تحتاج إلى علامة، مثل النفي والشرط والاستفهام -، ولم يدل على ذات مثل الاسم، ولا على الحدث والزمان مثل الفعل، تقول: «ما قام زيد»، فلفظ «ما» دل على معنى، وهو نفي القيام عن زيد.

  و «هل قام زيد؟» فـ «هل» دلت على الاستفهام. فإن دلت الكلمة على معنى وذات فهي اسم، كَـ: أسماء الاستفهام، وأسماء الشرط، وأسماء الإشارة؛ لأن هذه تدل على: ذات ومعنى. ثم قال:

[علامات الاسم]

  ص: فَأَمَّا الاسْمُ فَيُعْرَفُ بِـ: «ألْ» كَـ «الرَّجُلِ»، وبالتَّنْوِينِ كَـ «رَجلٍ»، وَبِالحَدِيْثِ عَنْهُ كَـ «تَاءِ» «ضَرَبْتُ».

  ش: وهذه العلامات زيادة توضيح، وإلا ففيما عرفناه الكفاية. والمصنف ذكر في هذا ثلاث علامات للاسم يعرف بها وسيذكر علامات الفعل والحرف عند ذكرهما -:

  فأولها: «أل»: علامة من أوله؛ فكل ما يصلح دخولها عليه من الكلمات فهو اسم، كَـ «رجل» و «بيت» و «دار» و «مسجد» و «فرس»، فكل كلمة من هذه الكلمات اسمٌ؛ لأنه صح دخول «أل» على كل واحدة منها.

  والثانية: التنوين، وهي علامة من آخره، وهي نون ساكنة تلحق الآخر في اللفظ