[مواضع تأخير المفعول عن الفاعل]
  والوجوب: نحو: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ(١)}؛ لأنه لو قدم الفاعل هنا - وهو «ربه» - عاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة، وهو لا يجوز.
  ونحو: «ضربني زيد»؛ لأنه لو قدم الفاعل فقيل: «ضرب زيد إياي» انفصل الضمير، ولا يجوز فصله مع إمكان الوصل.
[مواضع تأخير المفعول عن الفاعل]
  ص: وَقَدْ يَجِبُ تَأْخِيرُ المَفْعُولِ كَـ «ضَرَبْتُ زَيْداً»، وَ «مَا أَحْسَنَ زَيْدًا»، وَ «ضَرَبَ مُوسى عِيسى»، بخِلافِ «أَرْضَعَتِ الصُغْرَى الكُبْرَى». وَقَدْ يَتَقَدَّمُ عَلَى العَامِلِ جَوَازًا، نَحْوُ: {فَرِيقاً هَدَى}[الأعراف ٣٠]، وَوُجُوبًا، نَحْوُ: {أَيّاً مَّا تَدْعُوا}[الإسراء ١١٠].
  ش: وقد يجب تأخير المفعول، كـ «ضربت زيدا»؛ لأنه لو قدم انفصل الضمير وهو لا يجوز كما مر. ونحو: «ما أحسن زيدا»؛ لأن فاعله مستتر فيه، ولأن فعل التعجب غير متصرف في نفسه فلا يتصرف في معموله، وكذا إذا لم يظهر الإعراب حتى يعرف به الفاعل من المفعول، نحو: «ضرب موسى عيسى».
  فإن وجدت قرينه لفظية أو معنوية جاز تقديم المفعول، فاللفظية نحو: «ضرب موسى العاقلَ عيسى»؛ لأن «العاقل» نعت منصوب، فعرف أن ما قبله منصوب، ونحو: «ضَربتْ موسى سلمى»؛ لأن التاء في «ضربت» علامة تأنيث الفاعل. والمعنوية نحو: «أرضعت الصغرى الكبرى»؛ لأن الصغيرة لا ترضع.
(١) الإعراب: وإذ: الواو استئنافية، إذ: مفعول به لفعل محذوف تقديره: اذكر. ابتلى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر. إبراهيم: مفعول به مقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. ربه: فاعل مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والهاء ضمير في محل جر مضاف إليه.
الشاهد فيها: قوله تعالى: {ابتلى إبراهيم ربه}، حيث تقدم المفعول به على الفاعل وجوبا؛ لأنه لو تقدم الفاعل {ربه} لعاد الضمير المتصل به على متأخر لفظا ورتبة، وذلك لا يجوز.