شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[1 - الخفض بالحروف، وتعدادها]

صفحة 157 - الجزء 2

  والمستثنى مفعول، ويجوز جره بها على أنها حروف جر.

  وأما المستثنى بـ «ماخلا» و «ماعدا» و «ليس» و «لا يكون» فمنصوب لا غير على أنه مفعول لـ «ما خلا» و «ما عدا»، وخبر لـ «ليس» و «لا يكون»، واسمهما مستتر فيهما.

باب المخفوضات

[١ - الخفض بالحروف، وتعدادها]

  ص: بَابٌ: يُخْفَضُ الاِسْمُ: إِمَّا بِحَرْفٍ مُشْتَركٍ، وَهُوَ: «مِنْ» وَ «إِلَى» وَ «عَنْ» وَ «عَلَى» وَ «فِي»، وَ «الَّلَامُ» و «الْبَاءُ» لِلْقَسم وَغَيْرِهِ، أَوْ مُخْتَصٍّ بالظَّاهِرِ، وَهُوَ: «رُبَّ» و «مُذْ» و «مُنْذُ» و «الكافُ» وَ «حَتَّى» وَ «وَاوُ القَسمِ» وَ «تَاؤُهُ».

  ش: تقدم ذكر المرفوعات والمنصوبات، وهذا شروع في المخفوضات. وتنقسم المخفوضات إلى قسمين: مخفوض بالحرف، ومخفوض بالإضافة.

  وحروف الجر واحد وعشرون، أسقط المؤلف «خلا» و «عدا» و «حاشا»؛ لتقدم ذكرها، و «لعلَّ» و «متى» و «كي» و «لولا»؛ لشذوذها؛ وذلك لأن «لعلَّ» لا يجرُّ بها إلا عقيل، قال شاعرهم:

  ٤١ - لعلَّ اللهِ فضَّلكمْ علينا ... بِشيءٍ أَنَّ أُمَّكُمُ شَرِيمُ⁣(⁣١)


(١) اللغة والمعنى: الشريم من النساء: التي اتحد مسلكاها، أي: مسلك البول ومسلك الغائظ، أو الأنف الذي قطعت أرنبته. يقول الشاعر: قد يكون الله فضلكم علينا بشيء هو أن أمكم شرماء، وهذا أسلوب ذم في معرض المدح، وذلك باستعماله «فضلكم»؛ حيث أوهم أنه يمدح في حين أنه يريد الذم.

الإعراب: لعل: حرف ترجٍ وجر شبيه بالزائد، اللهِ: لفظ الجلالة مبتدأ مجرور لفظا مرفوع محلا. فضلكم: فعل ماضٍ مبني على الفتحة، وكم: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو. علينا: على حرف جر، ونا: ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل فضلكم. بشيء: الباء حرف جر، شيء: اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل فضلكم. أن: حرف توكيد ونصب. أمكم: أم اسم أن منصوب بالفتحة وهو مضاف، وكم: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. شريم: خبر أن مرفوع بالضمة الظاهرة.

الشاهد فيه: قوله: «لعل الله»، حيث جاءت «لعل» حرف جر على لغة عقيل.