[التوكيد المعنوي]
  وليس منه: {دَكّاً دَكّاً(١)} و {صَفّاً صَفّاً(٢)}؛ لأن «دكا» الثاني ليس المراد به الأول حتى يكون توكيداً له، بل أراد به «دكاً» آخر؛ لأن المراد به: دكاً بعد دكٍّ، وكذا صفاً صفاً.
[التوكيد المعنوي]
  ص: أَوْ مَعْنَويٌ، وَهُوَ بِـ «النَّفْسِ» وَ «العَيْنِ» مُؤَخَّرَةً عَنْهَا إِنِ اجْتَمَعَتَا، وَيُجُمَعَانِ عَلَى أَفْعُلٍ مَعَ غَيْرِ المُفْرَدِ. وَبِـ «كُلٍ» لِغَيْرِ مُثَنَّى إِنْ تَجَزَّأَ بِنَفْسِهِ أَوْ بِعَامِلِهِ. وبِـ «كِلا» وَ «كِلْتَا» لَهُ إِنْ صَحَّ وُقُوعُ المُفْرَدِ مَوْقِعَهُ وَاتحَدَ مَعْنَى المُسْنَد. وَيُضَفْنَ لِضَمِيرِ المُؤَكَّدِ. وَبِـ «أَجْمَعَ» وَ «جَمْعَاءَ» وَجَمْعِهِمَا غَيْرَ مُضَافَةٍ.
  ش: قد تقدم القول في اللفظي، وهذا هو التوكيد المعنوي، وذلك أنك إذا قلت: «جاء زيدٌ نفسُهُ»، فإن مدلول «زيد» و «نفسه» واحد، ولفظهما مختلف.
  ومن ألفاظ التوكيد:
  ١ - «النفس» و «العين»، تقول: «جاء زيدٌ نفسُهُ» أو «عينُهُ»، وإذا جمعت بينهما فأخر العين، تقول: «جاء زيد نفسُه عينُه». وإذا جمعت فقل: «أنفسُهم أعينُهم» أو «أنفسُهما أعينُهما». ويؤكد بهما المثنى والجمع لا المفرد، ولا بد من اتصالها بضمير عائد على المؤكد.
(١) الإعراب: دكا: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. دكا: حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والمعنى: مكررا عليهم الدك.
الشاهد فيها: قوله تعالى: {دكا دكا}، حيث {دكا} الثانية ليست توكيدا لفظيا مفسرا لما سبقه؛ لأنها غير الأولى؛ لأن المراد: دكا بعد دك.
(٢) الإعراب: صفا: حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. صفا: حال ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
الشاهد فيها: قوله تعالى: {صفاً صفاً}، فإن {صفاً} الثانية ليست توكيداً لفظياً مفسراً لما سبقه؛ لأنها غير الأولى؛ لأن المراد: صفاً بعد صف.