شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[2 - المصدر]

صفحة 165 - الجزء 2

  وليس قول الكسائي عندي ببعيد، كيف وقد نُصِبَ الفعل المضارع في جواب الاستفهام والتمني والترجي لأجل الطلب، ودلالةُ اسم الفعل على الطلب أقوى.

[٢ - المصدر]

  ص: وَالمَصْدَرُ كَـ «ضَرْبٍ» وَ «إِكْرَامٍ» إِنْ حَلَّ محَلَّهُ فِعْلٌ مَعَ «أَنْ» أَوْ «مَا» وَلَمْ يَكُنْ مُصَغَّرًا، وَلا مُضْمَرًا، وَلا مَحْدُودًا، وَلَا مَنْعُوتًا قَبْلَ العَمَلِ، وَلا مَحْذُوفًا، وَلا مَفْصُولاً مِنَ المَعْمُولِ، وَلا مُؤَخَّرًا عَنْهُ.

  ش: هذا هو الثاني من الأسماء العاملة عمل الفعل.

  واعلم أن هذه الأسماء تعمل عمل الفعل لمشابهتها له، فإذا عرض لها ما يقربها من الفعل عظم شبهها فقويت، وإذا عرض لها ما هو من خصائص الأسماء قلَّ شبهها وضعفت ولم تقوَ؛ فلهذا اشترط في عمل المصدر شروطٌ أكثر مدارها على هذين الشيئين، وبعضها ضعفته عن التوسع في العمل توسع الأفعال.

[تعريف المصدر]

  والمصدر: هو الاسم الدال على الحدث فقط، نحو: «ضَرْبٍ» و «إكرام».

[شروط إعمال المصدر عمل الفعل]

  ويعمل المصدر عمل الفعل بشروط:

  الشرط الأول: أن يحل محله فعل مع «أَنْ»، أو فعل مع «ما»، فإذا صح أن يحل محله فعل فقد حل المصدر محل الفعل، ولا يحل محله إلا ويدل على ما يدل هو عليه، وهو الحدث مع الزمان؛ فيعمل عمله.

  وقد مَثَّلَ المصنف للذي يحل محله فعل مع «ما» بنحو: «يُعْجِبُنِي ضَرْبُكَ زيداً الآن»، فلا يصح أن تقدر «أن ضربت»؛ لأنه للماضي، ولا «أن تضرب»؛ لأنه للمستقبل.

  وفيه نظر؛ لأن المضارع يحتمل الحال والاستقبال، فيصح أن يقيد بالآن.