شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[4 - إعراب ما جمع بألف وتاء]

صفحة 30 - الجزء 1

  و «قُلَةٍ⁣(⁣١)»، وهو: كل اسم ثلاثي حذف الحرف الأخير منه، وعوض عنه هاء التأنيث، مثل: «سنة»؛ فإن أصله: «سنوٌ»، أو «سَنَهٌ»، والهاء في: «سنهٌ» غير الهاء في «سنة»؛ لأن الهاء في «سنه» آخر الكلمة، والهاء في «سنة» هاء التأنيث، ثم قالوا: سنة، وهذه مؤنثة، فليست بجمع مذكر.

  وأما «عِلِّيّون» وشبهه، فهو كل مفرد سمي بجمع، مثلاً: إذا سميت رجلا بـ «زيدون»؛ فإنك تعربه إعراب الجمع. فهذه كلها ليست بجمع مذكر سالم، وإنما أعربت إعرابه، فسموها ملحقات بالجمع.

[٤ - إعراب ما جمع بألف وتاء]

  ص: وَأُولَات، ومَا جُمِعَ بِأَلِفٍ وتَاءٍ مزيدَتَيْن، ومَا سُمِّيَ بِهِ مِنْهُمَا، فَيُنْصَبُ بالْكَسْرَةِ نَحوُ: {خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ(⁣٢)}⁣[العنكبوت ٤٤]، و {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ(⁣٣)}⁣[الصافات ١٥٣].

  ش: هذا هو الباب الرابع مما إعرابه بالنيابة، وفي هذا الباب نابت حركة عن حركة، فنابت فيه الكسرة عن الفتحة في النصب، فجمع المؤنث السالم ينصب بالكسرة نيابة عن الفتحة.


(١) القُلَة: عودان يلعب بهما الصِّبيان، وأصلها قُلْوٌ، والجمع: قُِلون، بكسر وضم القاف.

(٢) الإعراب: خلق: فعل ماض مبني على الفتح. الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. السموات: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة لأنه جمع مؤنث سالم.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {السموات}، حيث جاءت منصوبة وعلامة نصبها الكسرة بدلا من الفتحة؛ لأن علامة النصب في جمع المؤنث: الكسرة.

(٣) الإعراب: أصطفى: الهمزة حرف استفهام، وحذفت همزة الفعل «اصطفى» لاستغنائه عنها بهمزة الاستفهام، اصطفى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. البنات: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة لأنه جمع مؤنث سالم.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {البنات}، حيث جاءت منصوبة وعلامة نصبها الكسرة بدلا من الفتحة؛ لأنها جمع مؤنث سالم.