شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[الحرف وعلامته]

صفحة 24 - الجزء 1

  نون الإعراب للجازم، وحذفت ياء المؤنثة لالتقاء الساكنين.

  {وَلَا يَصُدُّنَّكَ(⁣١)}⁣[القصص ٨٧]، أصله: «يصدوننك»، فَصَلَ بينهما واو الجماعة، ثم نون الإعراب، فحذفت النون للجازم، وهو لا الناهية، والواو لالتقاء الساكنين.

  فهو في هذه الأمثلة معرب مع نون التوكيد؛ لأنها لم تباشر الفعل، بل فُصِلَ بينها وبينه بألف المثنى، وواو الجماعة، وياء المؤنثة المخاطبة.

[الحرف وعلامته]

  ص: وأَمَّا الحَرْف فَيُعْرَفُ بَأَنْ لَا يَقْبَلَ شَيئاً مِنْ عَلَامَاتِ الاسْمِ والْفِعْلِ، نحو: «هَلْ»، و «بَلْ».

  ش: ذكر في هذا الموضع الحرف، وجعل علامته: عدم صلا حية دخول أي علامة من علامات الاسم والفعل عليه، ومَثَّلَ له بـ «هل» و «بل»؛ فـ «هل» معناها: الاستفهام، و «بل» معناها: الإضراب.

  والإضراب نحو: أن تريد الإخبار بمجيء زيد، ثم تضرب عن الإخبار بمجيء زيد، وتتحول إلى الإخبار بمجيء عمرو، لأيِّ الأسباب، فتقول: «جاءني زيد بل عمرو»، وأوضح من هذا: «أكرم زيداً بل عَمراً».


= فعل مضارع مجزوم بـ «إن» وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، وياء المخاطبة: ضمير متصل مبني على الكسر في محل رفع فاعل، والنون للتوكيد لا محل لها من الإعراب.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {ترين} حيث جاء الفعل معربًا مع كونه مؤكَّدا بنون التوكيد؛ لأنه فصل بين النون والفعل الياء، فأعرب الفعل ولم يُبنَ.

(١) الإعراب: ولا: الواو حرف استئناف، لا: حرف جزم ونهي، يصدنك: فعل مضارع مجزوم بـ «لا» وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين في محل رفع فاعل، والنون للتوكيد لا محل لها من الإعراب، والكاف: في محل نصب مفعول به.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {يصدنك} حيث جاء الفعل معربًا مع كونه مؤكَّدا بنون التوكيد؛ لأنه فصل بين النون والفعل واو الجماعة المحذوفة المقدرة، فأعرب الفعل ولم يُبنَ.