شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[3 - عطف البيان]

صفحة 184 - الجزء 2

  وأن لا تتعاطف، نحو: {هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ ١١ مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ١٢(⁣١)}⁣[القلم].

  ٢ - وأن تتبع النكرة كما تتبع المعرفة كما مر.

  وأما ألفاظ التوكيد:

  ·فلا يجوز التعاطف فيها؛ لأنها بمعنى واحد، والشيء لا يعطفُ على نفسه، فعينه هو نفسه في قولك: «جاء زيدٌ نفسُهُ»، وكذا البواقي.

  ·ولا أن تتبع نكرة؛ لأنها معارف، فلا يقال: «جاء رجلٌ نفسُهُ»، وندر قول الشاعر: «يا ليت عدة حولٍ كله رجب»، ولعلها عدة حولي فغلط الكاتب.

[٣ - عطف البيان]

  ص: وَعَطْفُ البَيَانِ، وَهُوَ تَابعٌ مُوَضِّحٌ أَوْ مُخَصِّصٌ، جَامِدٌ غَيْرُ مَؤَوَّلٍ، فَيُوَافِقُ مَتْبُوعَهُ.

  ش: هذا عطف البيان، ولم يشاركه من التوابع في التوضيح والتخصيص إلا النعت، لكن النعت مشتق، أو جامد مؤول بالمشتق، وعطف البيان جامد غير مؤول، وهو موضح في المعارف، مخصص في النكرات، فيوافق متبوعه في: التنكير، والتذكير، والإفراد، وفروعهن، والإعراب.


= التي تزدحم بالأبطال والفرسان وكتائبهم.

الإعراب: إلى الملك: جار ومجرور متعلق بفعل مقدر، والتقدير: أقدم أو أهدي. القرم: صفة للملك مجرورة. وابن: الواو: عاطفة، ابن: معطوف على القرم، مجرور مثله. وابن مضاف والهمام: مضاف إليه مجرور. وليث: الواو: عاطفة، ليث: معطوف على القرم مجرور مثله، وهو مضاف. الكتيبة: مضاف إليه مجرور. في المزدحم: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من «ليث الكتيبة».

الشاهد فيه: قوله: «الملك القرم، وابن، وليث»، حيث جاءت «القرم»، و «ابن»، و «ليث» صفات لـ «الملك»، وجاءت معطوفة على بعضها، وذلك جائز اتفاقا.

(١) الإعراب: هماز: نعت ثان مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. مشاء: نعت ثالث مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. بنميم: جار ومجرور متعلق بمشاء. مناع: نعت رابع مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. للخير: جار ومجرور متعلق بمناع. معتد: نعت خامس مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. أثيم: نعت سادس مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {هماز مشاء ... معتد أثيم}، حيث جاءت هذه الصفات من دون عطف بعضها على بعض.