شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[1 - إعراب الأسماء الستة]

صفحة 27 - الجزء 1

  السكون، وهو معنى قوله: «وبحذف حركة».

  والمقدرة: مثل الذي آخره ألف، فإن الحركات متعذرة عليها، تقول: «جاء الفتى»، و «رأيت الفتى»، و «مررت بالفتى»، فلا تظهر العلامات؛ بل تقدر، فتقول: مرفوع بضمة مقدرة، ويعني بالتقدير: أنه لو كان آخر «الفتى» غير الألف لظهر الإعراب عليه. وسيأتي للتقدير باب منفصل.

  هذا، وفائدة الإعراب: فهم المعاني؛ لأنك إذا قلتَ: «ضرب زيداً عمرٌو»، عرف السامع أن «عمراً» الضارب، وأن «زيداً» المضروب؛ لأن الفاعل مرفوع، والمفعول منصوب.

  وإذا قلت: «ما أحسنَ زيداً» فُهِمَ التعجب من حسنهِ؛ لأنه ينصب في التعجب، و «ما» هي «ما التعجبية»، وأحسن فعل ماضٍ مبني على الفتح.

  وإذا قلت: «زيدٌ» بالرفع، فـ «ما» نافية، وفُهِمَ نفي الإحسان عن زيد.

  وإذا قلت: «زيدٍ» بالجر، و «أحسنُ» بالرفع، فـ «ما» استفهامية، وفُهِمَ البحث عن أحسن شيء في زيد.

  ثم شرع في تعداد المواضع التي علامات الإعراب فيها نائبة عن الحركات الأصلية، فقال:

[١ - إعراب الأسماء الستة]

  ص: إلا الأسمَاءَ السِّتَّةَ وهِيَ: «أَبُوهُ» و «أَخُوهُ» و «حَمُوهَا» و «هَنُوهُ» وفُوهُ» و «ذُو مَالٍ»، فتُرْفَعُ بِالْوَاوِ وتُنْصَبُ بِالألِفِ وتُجَرُّ بِالْيَاءِ، والأَفَصَحُ اسْتِعْمَالُ «هَنٍ» كَـ «غَدٍ».

  ش: هذا أول باب نابت فيه الحروف عن الحركات. ذكر في هذا أن الأسماء الستة تعرب بالحروف نيابة عن الحركات، فترفع بالواو نيابة عن الضمة، وتنصب بالألف نيابة عن الفتحة، وتجر بالياء نيابة عن الكسرة، ولها شروط حتى تعرب هذا الإعراب: