شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[شروط المفعول معه]

صفحة 143 - الجزء 2

  الطالب، واعلم أنه لا يوجد اسم منصوب في العربية إلا من أيِّها، ولا مرفوع إلا من المرفوعات المتقدمة، ولا مخفوض إلا من المخفوضات التي ستأتي، وهي ثلاثة.

[شروط المفعول معه]

  هذا، وقد شرط في المفعول معه أن يكون فضلة، يعني: أن الكلام قد تم من دونه، فإذا كان عمدة فليس مفعولا، ولو كان بعد «واو المعية»، نحو: «اشترك زيد وعمرو»؛ لأنه لا يصح أن تقول: «اشترك زيد» فقط؛ لأن الاشتراك لا يكون إلا بين اثنين. وكذا: «اصطف زيد وعمرو». وكذا إذا لم يكن قبله فعل، نحو: «كل رجل وضيعته» ولو كان المعنى مع ضيعته؛ لأن ما قبله ليس فعلاً ينصبه.

  فالذي كملت فيه الشروط نحو: «سِرْتُ والنيلَ»، والنيل: نهر ماء، فلا تريد أنه سار معك، بل مشيت مع جانبه.

  ص: وَقَدْ يَجِبُ النَّصْبُ كَقَوْلِكَ: «لَا تَنْهَ عَنِ القَبيح وَإِتْيَانَهُ»، وَمِنْهُ: «قُمْتُ وَزَيْدًا» و «مَرَرْتُ بِكَ وَزَيْدًا» عَلَى الأَصَحِّ فِيهمَا، وَيَتَرَجَّحُ في نحْوِ قَوْلِكَ: «كُنْ أَنْتَ وزَيْدًا كالأخِ». ويَضْعُفُ فِي نَحْوِ: «قَامَ زيْدٌ وعَمْرٌو».

  ش: الأصل في الواو أن تكون عاطفة، وقد يمتنع العطف، ويجب حينئذٍ أن تكون للمعية، وقد يكون الراجح أن تكون للمعية، وقد يكون الراجح العطف.

  ففي هذا البحث ذكر الثلاثة:

  الأول: وجوب النصب، نحو: «لا تَنْهَ عن القبيح وإتيانه»، قال المؤلف: لأن الواو لو كانت عاطفة صار المعنى: لا تنه عن القبيح وعن إتيانه، وهو تناقض، هذا كلامه.

  وليس عندي بتناقض؛ لأن معنى «لا تنه عن إتيانه» هو معنى «لا تنه عن القبيح»، وكان الأولى في التوجيه أن يقال: ليس القصد أنك لا تنه عن القبيح فقط، بل المراد: لا تنه عن القبيح وأنت تأتيه، أي: تفعله؛ لأنه عيب وعار، وإذا