شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[شروط صاحب الحال]

صفحة 146 - الجزء 2

  وكذا قولهم: «ادخلوا الأول فالأول»، فـ «الأول» حال وهو معرفة، لكنه مؤول بنكرة؛ لأن المعنى: ادخلوا مرتبين، ومرتبين نكرة.

[شروط صاحب الحال]

  ص: وشَرْطُ صَاحِبِهَا: التَّعْرِيفُ أو التَّخْصِيصُ أو التَّعْمِيمُ أو التَّأخِيرُ، نحو: {خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ}⁣[القمر ٧]، {فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ}⁣[فصلت ١٠]، {وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ}⁣[الشعراء ٢٠٨]، و «لِمَيَّةَ مُوحِشاً طَلَلُ».

  ش: وضعت الحال لتبين هيئة صاحبها، فإذا كان صاحبها مجهولا كانت قليلة الفائدة، فلهذا اشترط في صاحبها:

  ·إما التعريف، نحو: {خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ(⁣١)}، فـ «خشعاً» حال من الضمير في «يخرجون».

  ·أو التخصيص، نحو: {فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ(⁣٢)}، فـ «سواء» حال من أربعة، وقد تخصص بإضافته إلى «أيام».

  ·أو التعميم، نحو: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ(⁣٣)}، فجملة


(١) الإعراب: خشعاً: حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. أبصارهم: فاعل للصفة المشبهة مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وأنصار مضاف وهم: في محل جر مضاف إليه. يخرجون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعل في محل رفع.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {خشعا}، حيث جاءت حالا من الضمير في {يخرجون}؛ والضمير أعرف المعارف، فصاحب الحال في الآية معرفة على الأصل.

(٢) الإعراب: في أربعة: جار ومجرور. وأربعة مضاف وأيام: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. سواء: حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. للسائلين: جار ومجرور متعلق بـ «سواء».

الشاهد فيها: قوله تعالى: {سواء}، حيث جاءت حالا من {أربعة}؛ لأنها خصِّصت بالإضافة إلى {أيام}.

(٣) الإعراب: وما: الواو استئنافية، ما: حرف نفي. أهلكنا: فعل ماض مبني على السكون، نا: ضمير رفع متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. من: حرف جر زائد. قرية: اسم مجرور لفظا منصوب محلا، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. إلا: حرف استثناء. لها: جار ومجرور، والجملة في محل رفع خبر مقدم. منذرون: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم، وجملة: «لها منذرون» في محل نصب حال من قرية.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {لها منذرون}، حيث وقعت جملة {لها منذرون} حالا من {قرية}؛ لكونها نكرة عامة؛ لوقوعها في سياق النفي.