[مواضع تمييز الذات]
  فإذا قلت: «عشرين كبشا» فقد تبينت.
  لكن التمييز ثلاثة أنواع والحد لم يشملها، ولو قال: هو الاسم المنصوب المفسر لما انبهم من الذوات أو النسب أو المؤكد - لسلم مما ورد عليه من الإشكالات في حدِّهِ المذكور.
  هذا، والحال: مفسر لحال صاحبه حين تعلق به عامله، كـ «جاء زيد راكبا»، فحالة زيد حين جاء حالة ركوب.
  والتمييز: مفسر لذات صاحبه حين تعلق به عامله، كـ «اشتريت عشرين نعجة»، فـ «نعجة» مفسرة لذات العشرين المشتراة. ومفسر للنسبة في تمييز النسب، أي: انتسب إليه ما نسبت من جهة كذا، كـ «زيد أكثر منك مالا»، أي: أن الأكثرية انتسبت إلى زيد من جهة المال، وهكذا في: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً(١)}[مريم ٤] و «طاب محمد نفساً» ونحوهما. وقد يقع مؤكدا غير مفسر.
[مواضع تمييز الذات]
  ص: وَأَكْثَرُ وقُوعِهِ بَعْدَ المقَادِيرِ، كَـ «جَرْيبٍ نخْلاً» و «صَاعٍ تَمْراً» و «مَنَوَيْنِ عَسَلاً»، والْعَدَدِ، نحو: {أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً}[يوسف ٤]، و {تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً}[ص ٢٣]. ومِنْهُ: تَمْييزُ «كم» الاسْتْفْهَامِيةَ، نحو: «كَمْ عَبْداً مَلَكَتَ؟».
  فأمَّا تَمْيِيزُ الخَبريةِ فَمَجْرورٌ مُفردٌ كَتَمْييزْ الْمِائَةِ ومَا فَوْقَهَا، أو مَجْمُوعٌ كَتَمْييزِ العَشَرَةِ ومَا دُونَها، ولَكَ في تَمْيِيْزِ الاسْتِفْهَامِيَّة الْمَجْرُوِرَةِ بالحرْفِ جَرٌ ونَصْبٌ.
  ش: ويقع التمييز المفسر للذات:
  ١ - بعد المقادير، كـ «الذرع» و «الكيل» و «الوزن».
(١) الإعراب: واشتعل: الواو حرف عطف، اشتعل: فعل ماض مبني على الفتح. الرأس: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. شيبا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
الشاهد فيها: قوله تعالى: {شيبا}، حيث جاءت تمييز نسبة محولا عن فاعل؛ إذ الأصل فيه: اشتعل شيب الرأس، فجعل المضاف إليه فاعلا، والمضاف تمييزا.