[أحكام اسم الفعل]
[أحكام اسم الفعل]
  ص: وَلَا يُحْذَفُ، وَلا يَتَأَخَّرُ عَنْ مَعْمُولِهِ، و {كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ}[النساء ٢٤]، مُتَأَوَّلٌ. وَلَا يَبْرُزُ ضَمِيرُهُ. وَيُجْزَمُ المُضَارعُ في جَوَابِ الطَّلَبِيِّ مِنْهُ، نحْوُ: «مَكَانَكِ تُحْمَدِي أَوْ تَسْتَرِيحِي». وَلا يُنْصَبُ.
  ش: من أحكام اسم الفعل:
  ١ - أنه لا يحذف، [بل لابد من ذكره، وهذا بخلاف الفعل فإنه يعمل مذكورًا ومحذوفًا].
  ٢ - أنه لا يتأخر عن معموله، فلا يجوز في «عليك زيدًا» بمعنى: الزم زيدًا، أن يقال: «زيدًا عليك».
  وقد أجاز الكسائي ذلك، واحتج بقوله تعالى: {كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ}[النساء ٢٤]، فقال: إن معناه: عليكم كتاب الله، أي: الزموه. وعند البصريين أن {كِتَابَ اللّهِ} مصدر محذوف العامل، و {عَلَيْكُمْ} جار ومجرور متعلق به أو بالعامل المقدر.
  ٣ - وإذا كان اسم الفعل دالًّا على الطلب فإن المضارع يجزم في جوابه، قال الشاعر:
  ٤٧ - [وقَولِي كُلَّما جَشَأْتْ وَجَاشَتْ] ... مَكَانَكِ تُحْمَدِي أَوْ تَسْتَرِيحِي(١)
  فجزم «تحمدي» بحذف النون في جواب «مكانك»؛ لأنه بمعنى: «الزمي مكانك».
  ٤ - لا يصح أن يُنصب الفعلُ بعد الفاء في جوابه، فلا تقول في مثل هذا: «مكانك فتحمدي»، خلافا للكسائي.
(١) اللغة والمعنى: جشأت: ارتفعت وثارت من فزع ونحوه، جاشت: غلت من الغليان، تحمدي: يحصل لك الثناء بالثبات في القتال، تستريحي: تطمئني مما يعتريك من الثورة والغليان. يخاطب الشاعر نفسه بأن تثبت للقتال كلما جشأت وجاشت، فإما الثناء وإما الراحة.
الإعراب: مكانك: اسم فعل أمر بمعنى: اثبتي، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت، والكاف: للخطاب. تحمدي: فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم في جواب الأمر، وعلامة جزمه حذف النون، وياء المؤنثة المخاطبة: نائب فاعل مبني على السكون في محل رفع. أو: حرف عطف. تستريحي: فعل مضارع معطوف على تحمدي مجزوم بحذف النون، وياء المؤنثة المخاطبة: ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل.
الشاهد فيه: قوله «تحمدي»، حيث جزم بحذف النون لوقوعه في جواب اسم الفعل الأمر؛ لدلالته على الطلب.