[3 - عطف البيان]
  ص: كَـ «أَقْسَمَ بِاللهِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ»، وَ «هذَا خَاتَمٌ حَدِيدٌ».
  ش: هذان مثالان للموضح والمخصص، فالأول موضح؛ لأنه تابع لمعرفة.
  والثاني مخصص؛ لأنه تابع لنكرة.
  ص: وَيُعْرَبُ بَدَلَ كُلٍ مِنْ كُلٍّ إِنْ لَمْ يَمْتَنِعْ إِحْلالُهُ مَحَلَّ الأَوَّلِ كَقَوْلِهِ: «أَنَا ابْنُ التَّارِكِ البَكْرِيِّ بِشْرٍ» وَقَوْلِهِ: «أَيَا أَخَوَيْنَا عَبْدَ شَمْسٍ وَنَوْفَلاً».
  ش: كل ما صح أن يقال: إنه عطف بيان - صح أن يقال: إنه بدل، إلا إذا منع من حلوله محل الأول مانع كالبيتين المذكورين؛ لأن البدل على نية حلوله محل الأول، فإذا قلت: «جاء زيد أخوك»، فكأنك قلت: «جاء أخوك»، وفي البيت الأول، وهو قول الشاعر:
  ٥٥ - أنا ابْنُ التَّارِكِ البَكْرِيِّ بِشْرٍ(١) ... ..................................
  إذا جعلنا «بشر» يحل محل «البكري» لزم إضافة «التارك» إلى «بشر»، وإضافة
(١) عجز البيت: عليه الطير ترقبه وقوعا
اللغة والمعنى: التارك: اسم فاعل من ترك، البكري: المنسوب إلى بكر بن وائل، ترقبه: تنتظره. يصف الشاعر نفسه بالشجاعة وأنه ابن الذي ترك البكري بشرا مجندلا في العراء، مثخنا بالجراح في حالة يرثى لها، تنتظر الطير خروج روحه لتهبط عليه وتنهش من جسده، فهو شجاع من نسل شجاع.
الإعراب: أنا: ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ابن: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وهو مضاف. والتارك: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وهو مضاف. والبكري: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة؛ وهو من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله. بشر: عطف بيان على البكري مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة. عليه: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. الطير: مبتدأ مؤخر مرفوع؛ وجملة: عليه الطير: في محل نصب مفعولا ثانيا لـ «التارك». ترقبه: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: ضمير مستتر جوازا؛ تقديره: هي، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعولا به؛ وجملة: ترقبه: في محل نصب على الحال. وقوعا: حال منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره؛ ويجوز أن يكون مفعولا لأجله؛ حذف متعلقه؛ والتقدير: ترقبه لأجل وقوعها عليه.
الشاهد فيه: قوله: «التارك البكري بشر»، فإن «بشر» يتعين فيه أن يكون عطف بيان على «البكري»، ولا يجوز أن يكون بدلا.