شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[4 - عطف النسق]

صفحة 187 - الجزء 2

  وذكر هنا أربعة منها، وهي تقتضي المشاركة في الحكم، فإذا قلت: «جاء زيد وعمرو»، فـ «عمرٌو» مشارك لـ «زيد» في المجيء.

  ولكل واحد من حروف العطف معنى:

  ١ - فـ «الواو»: لمطلق الجمع، ومعناه: اشتراك المعطوف والمعطوف عليه في الحكم من دون ترتيب، أو معية؛ فإذا قلت: «جاء زيد وعمرو» فقد اشتركا في المجيء، سواء تقدم زيد، أو تأخر، أو اجتمعا.

  وقد يقال: إنها للترتيب شرعا؛ ولهذا قال النبي ÷ أبدأ بما بدأ الله به: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ(⁣١)}⁣[البقرة ١٥٨]، فبدأ بالصفاء في السعي، وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ(⁣٢)}⁣[المائدة ٦]، فعطف «أرجلكم» على «وجوهكم»، فلولا أنها للترتيب لقال: وأرجلكم وامسحوا برؤوسكم، وسَلِمَ


(١) الإعراب: إن: حرف توكيد ونصب. الصفا: اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة. والمروة: الواو حرف عطف، المروة معطوف منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {الصفا والمروة}، حيث استدل بها على أن الواو للترتيب كما بين المؤلف ¦.

(٢) الإعراب: يا أيها: يا حرف نداء، أيّ: منادى مبني على الضم في محل نصب، ها: للتنبيه. الذين: اسم موصول في محل نصب نعت. آمنوا: فعل ماض مبني على الضم، والواو في محل رفع فاعل، والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. إذا: ظرف زمان شرطي في محل نصب. قمتم: فعل ماض فعل الشرط مبني على السكون، تم: ضمير في محل رفع فاعل، إلى الصلاة: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال. فاغسلوا: الفاء رابطة لجواب الشرط، اغسلوا: فعل أمر مبني على حذف النون وواو الجماعة ضمير في محل رفع فاعل. وجوهكم: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، ووجوه مضاف والكاف: ضمير في محل جر مضاف إليه. وأيديكم: الواو حرف عطف، أيديكم: معطوف منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وأيدي مضاف والكاف ضمير في محل جر مضاف إليه. إلى المرافق: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال. وامسحوا: الواو حرف عطف، امسحوا: فعل أمر مبني على حذف النون وواو الجماعة ضمير في محل رفع فاعل. برؤوسكم: جار ومجرور، ورؤوس مضاف والكاف: ضمير في محل جر مضاف إليه. وأرجلكم: الواو حرف عطف، أرجلكم: معطوف على وجوهكم منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وأرجل مضاف والكاف: ضمير في محل جر مضاف إليه. إلى الكعبين: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {وجوهكم ... وأرجلكم}، حيث استدل بهما على أن الواو للترتيب كما بين المؤلف ¦.