متشابه القرآن للقاضي عبدالجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[متن متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني]

صفحة 60 - الجزء 1

  والضلال، وما يجوز عليه «ø(⁣١) منهما⁣(⁣٢) وما لا يجوز، ثم نذكر عند الفراغ منها⁣(⁣٣) معنى الآية.

  واعلم أن الهدى قد اختلف فيه العلماء، فمنهم من يقول: إن حقيقته⁣(⁣٤) الفوز والنجاة، وبين أن سائر ما يستعمل فيه إنما يوصف به؛ لأنه متعلق بذلك وطريق إليه، فقيل في القرآن هدى، وفي الأدلة وفي الإيمان وغير ذلك، لما كان الإنسان يفوز بها وينجو، ولذلك يقال فيمن دل على طريق ينفع: إنه قد هدى إليه، ولا يقال ذلك إذا عدل به إلى طريق يضر. ومنهم من قال: إن الهدى في الحقيقة هو الدلالة والبيان، وإنما يوصف الفوز بالمنفعة والنجاة [بالهدى]، لأنهما يوصلان إليها⁣(⁣٥) ويتأول سائر ما تستعمل فيه هذه اللفظة على أن المراد به ما⁣(⁣٦) يتصل بذلك.

  ولم يذكر أحد من أهل العلم أن الهدى في الحقيقة: هو نفس الطاعة والإيمان، إلا من جعله مذهبا! فأما أن تكون اللغة شاهدة لذلك، أو القرآن، فبعيد⁣(⁣٧). ونحن نبين ما في القرآن من الشواهد في قولنا، ونذكر ما يجوز عليه وما لا يجوز.


(١) ساقطة من ف.

(٢) ساقطة من د.

(٣) ساقطة من د.

(٤) د. حقيقة الهدى.

(٥) المعنى على أن الدلالة والبيان يوصلان إلى النجاة، وفي ف: إليهما. أي إلى الفوز بالمنفعة والنجاة.

(٦) ف: أو ما. وفي د: وما.

(٧) في القاموس: الهدى: الرشاد والدلالة ٤/ ٣٩٥، وقال ابن قتيبة: «أصل هدى:

أرشد، كقوله: (عسى ربى يهديني سواء السبيل)، وقوله» «اهدنا سواء الصراط» ثم بين أن الارشاد يكون بمعان، فقد يكون إرشادا بالبيان، كقوله: (وأما ثمود فهديناهم) أي بينا لهم، وإرشادا بالدعاء، كقوله: (ولكل قوم هاد) أي: نبي يدعوهم، وإرشادا بالالهام، كقوله:

{الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى} وإرشادا بالامضاء، كقوله: {وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ}، أي: لا يمضيه ولا ينفذه، ثم قال ابن قتيبة: «وبعض هذا قريب من بعض» وفي الاتقان: =