متشابه القرآن للقاضي عبدالجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[متن متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني]

صفحة 62 - الجزء 1

  مِنْ رَبِّهِمْ}⁣(⁣١) يدل على أنه البيان؛ لأن حمله على غيره لا يصح، وقال تعالى:

  {إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ}⁣(⁣٢) يعنى: الطريق. ولا يجوز أن يرد بذلك إلا الدليل.

  وقال تعالى: {وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ}⁣(⁣٣). وقال في صفة النبي :

  {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ}⁣(⁣٤) يعنى: تبين وتدل، وقال فيه: {إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ}⁣(⁣٥) يعنى: مبيّن. وقال تعالى: {وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا}⁣(⁣٦) ولا يجوز أن يقال: إنهم يفعلون الإيمان، فالمراد به الدلالة والبيان. وكذلك قوله ø: {وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ}⁣(⁣٧). وقوله: {إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}⁣(⁣٨). وقوله:

  {إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ}⁣(⁣٩). وقوله: {مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ}⁣(⁣١٠). وقوله: {وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ}⁣(⁣١١) ...

  إلى غير ذلك مما يكثر ذكره. كل ذلك مما يدل على أن الهدى يراد به الدلالة والبيان.

  وقد ذكر ø الهدى بمعنى زيادة الهدى، فقال: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً}⁣(⁣١٢) وقال: {وَزِدْناهُمْ هُدىً وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ}⁣(⁣١٣) وقال:

  {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ}⁣(⁣١٤) والمراد بذلك أجمع:

  ما يفعله اللّه تعالى من الألطاف والتأييد، والخواطر، والدواعي. وإنما يوصف⁣(⁣١٥) ذلك بأنه هدى لأنه يحل محل الأدلة «في أنه⁣(⁣١٦) كالطريق لفعل الطاعة والباعث عليه.


(١) سورة البقرة: ٥.

(٢) سورة الانسان: ٣.

(٣) سورة البلد: ١٠.

(٤) سورة الشورى: ٥٢.

(٥) سورة الرعد: ٧.

(٦) سورة الأنبياء: ٧٣.

(٧) سورة الأعراف: ١٥٩.

(٨) سورة الإسراء: ٩.

(٩) سورة الجن: ٢.

(١٠) سورة الأحقاف: ٣٠.

(١١) سورة النحل: ١٦.

(١٢) سورة مريم: ٧٦.

(١٣) سورة الكهف: ١٣.

(١٤) سورة الأنعام: ١٢٥.

(١٥) د: وصف.

(١٦) ف: لأنه.