متشابه القرآن للقاضي عبدالجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[متن متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني]

صفحة 65 - الجزء 1

  وقد يضاف إليه ذلك، بمعنى زيادة الهدى، ويخص بذلك تعالى من قد اهتدى وآمن، لأنه كاللطف وكالثواب له فيخصه بذلك دون الكافر الذي⁣(⁣١) اللطف فيه أن يضيق صدره بما هو فيه؛ ليكون أقرب إلى أن يقلع عن الكفر.

  وقد يضاف إليه، بمعنى الثواب على ما ذكرناه: لأنه المختص بأنه يثيب دون غيره، وذلك مما يختص به المؤمن.

  وقد يضاف إليه ذلك، بمعنى الأخذ بهم في طريق الفوز والنجاة، وذلك أيضا مما يختص به المؤمن.

  فأما إضافة الهدى، بمعنى خلق الإيمان والطاعة، فغير موجود في اللغة ولا في الكتاب، وإنما يوصف المؤمن بأنه قد اهتدى، ويوصف تعالى، من حيث دله وسهل سبيله «إليه بأنه قد هداه⁣(⁣٢)».

  فأما الضلال: فالأصل فيه أنه الهلاك، ويستعمل فيما يجرى مجرى الطريق إليه، أو يكون حقيقة فيما يؤدى إلى الهلاك⁣(⁣٣)، على ما بيناه في الهدى.

  وقد ورد الكتاب فيه بوجوه: منها أنه تعالى أضافه إلى نفسه بمعنى العقاب وسماه ضلالا: فقال {وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ}⁣(⁣٤) {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ}⁣(⁣٥)


(١) ساقطة من د.

(٢) د: وبأنه هداه هداه، كما تكررت فيها عبارة: وإنما يوصف المؤمن بأنه قد اهتدى.

(٣) انظر القاموس: ٤/ ٥ اللسان / ١١/ ٣٩٠ طبع بيروت، وقال ابن قتيبة: «الضلال:

الحيرة والعدول عن الحق والطريق. يقال ضل عن الحق، كما يقال: ضل عن الطريق، ومنه قوله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى} والضلال: النسيان، والناسي للشيء عادل عنه وعن ذكره، قال اللّه تعالى: - على لسان موسى # - {قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ} أي: الناسين. والضلال: الهلكة والبطلان، ومنه قوله تعالى: {وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ} أي: بطلنا ولحقنا بالتراب، ويقال: أضل القوم ميتهم: أي: قبروه» انظر تأويل مشكل القرآن، ص: ٣٥٣.

(٤) سورة البقرة: ٢٦.

(٥) سورة إبراهيم: ٢٧.

(م - ٥ متشابه القرآن)