متشابه القرآن للقاضي عبدالجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[متن متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني]

صفحة 131 - الجزء 1

  جسما فلا بد⁣(⁣١) من صحة ذلك عليه⁣(⁣٢).

  فإن قال. فأهل الجنة أجسام، وقد روى أنهم لا ينامون⁣(⁣٣)!

  قيل له: إنا لم نقل: إن الحىّ إذا كان جسما يجب ذلك عليه، وإنما جوزناه عليه، وحكمنا بأن من لا يجوز ذلك عليه يجب نفى كونه جسما.

  ٨٣ - وقوله تعالى: {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ} يدل على أنه ليس بجسم؛ لأنه كان يجب أن يكون معلوماته متناهية، فكان لا يمتنع في غيره أن يساويه في العلم، بل كان لا يجب ألا يفتقر غيره⁣(⁣٤) في المعرفة إليه؛ لأن الجسم إنما يصح أن يعلم بالاستدلال والنظر، أو بالاضطرار، ولا يجوز أن يفعل الجسم في غيره العلم الضروري.

  ٨٤ - فإن سأل المخالف فقال: إن هذه الآية تدل على أنه تعالى عالم بعلم⁣(⁣٥)، لأنه قال: {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ} فجوابه: أن ظاهره يدل


(١) في د؛ ولا بد.

(٢) ساقطة من د.

(٣) المروى من صفات أهل الجنة في كتب الصحاح أنهم لا يبصقون فيها ولا يمتخطون، ولا يتغوطون ولا يبولون. انظر؛ فتح الباري: ٦/ ٢٤٨ - ٢٥٠، صحيح مسلم بشرح النووي، ١٧/ ١٧١ - ١٧٤. صحيح الترمذي بشرح ابن العربي: ١٠/ ١٠، سنن ابن ماجة:

٢/ ٣٠٦ ورواية عدم نومهم أخرجها الطبراني في الأوسط والبزاز عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه : (النوم أخو الموت، وأهل الجنة لا ينامون) قال الحافظ الهيثمي: ورجال البزاز رجال الصحيح. انظر مجمع الزوائد: ١٠/ ٤١٥.

(٤) ساقطة من د.

(٥) عند الأشاعرة أنه تعالى عالم بعلم، وأنه تعالى يستحق هذه الصفة [المعنى قديم، وأنها] ليست هي الذات، بل هي زائدة على الذات. وعند المعتزلة أنه تعالى عالم بعلم هو هو، على حد تعبير أبى الهذيل، أي أنه سبحانه يستحق هذه الصفة لذاته، كما قال أبو علي. وذهب ابنه أبو هاشم إلى أن العلمية حال للذات ولبست بصفة، أي أنه تعالى على حال من العلم (وحال من القدرة ...) وإليه ذهب القاضي عبد الجبار، حتى عد من أنصار أبى هاشم في الأحوال. والخلاف في هذه الصفة كالخلاف في سائر صفات الذات بين المعتزلة وغيرهم على =