متشابه القرآن للقاضي عبدالجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[متن متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني]

صفحة 132 - الجزء 1

  على أن علمه يتبعض؛ لدخول لفظة التبعيض فيه، فإن تمسكتم بالظاهر فقولوا بذلك، وإن عدلتم إلى أن المراد بذلك المعلومات ليصح التبعض⁣(⁣١) فيها بذلك سقط التعلق بالظاهر.

  والمراد بذلك أنهم لا يحيطون بشيء من معلوماته إلا بما شاء أن يعلمهم أو يدلهم عليه.

  ٨٥ - وإن سأل فقال: وقد ذكر ما يدل على أنه جسم، فقال:

  {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ} وذلك يدل على أنه يستوى عليه، وإلا لم يكن لإضافته إليه معنى؟!

  وجوابه: أن ظاهر الآية يدل على أن الكرسي بهذه الصفة، فأما أنه تعالى يستوى عليه، أو يكون مكانا له⁣(⁣٢) فليس له في الآية ذكر. والإضافة قد تكون على وجوه، فلا ظاهر له يصح تعلقهم به. ألا ترى أنه يقال: إحسانه، بمعنى الفعلية، ويقال: لونه بمعنى الصفة، ويقال: رأسه ويده، إذا كان بعضا له.

  ويقال: داره وبيته، وقد صح بالإطباق أن يقال في⁣(⁣٣) الكعبة: إنها بيت اللّه، لا لأنه⁣(⁣٤) يسكنها، تعالى اللّه عن ذلك، لكن لمزية لها في باب العبادة الراجعة إلى العباد. وكذلك⁣(⁣٥) القول في الكرسي: إن إضافته إليه تعالى، هو


= خلاف بينهم فيما يدخل في صفات الذات، وما تشمله صفات الأفعال ...

انظر: اللمع: ٢٦ - ٣١. شرح الأصول الخمسة: ١٨٢ فما بعدها، الاقتصاد في الاعتقاد للغزالي / الطبعة الأولى ١٣٢٠ / ص: ٦٠ فما بعدها، حيث عرض لمذهب المعتزلة بالنقد الشديد.

(١) د؛ التبعيض.

(٢) ساقطة من د.

(٣) ساقطة من د.

(٤) ف: إنه.

(٥) ف؛ فذلك.