[متن متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني]
  أن يكون(١) المراد بذلك أنه اختارهم في باب الإرسال، وذلك فعله تعالى فيهم، فلا تعلق لهم بالظاهر.
  وإن سأل في ذلك من يقول: إن(٢) الأنبياء صلّى اللّه عليهم أفضل من الملائكة $، فقال: «إنه تعالى بين أنه اصطفى الأنبياء على العالمين، وقد دخل(٣) في ذلك الملائكة كدخول الناس فيه.
  فالجواب عن ذلك: أن العلماء قد اختلفوا في العالمين، فبعضهم قال: هم جماعات الناس، وبعضهم قال بدخول الملائكة فيهم، فما لم يثبت بالدليل القاطع لا يحكم بتناول الآية [له]؛ لأن الاسم إذا ثبت كونه مفيدا لشيء ولم يقطع في غيره على أنه المراد، فالأصل أنه ليس بمراد إلا بدليل(٤).
  وبعد. فلو ثبت دخول الملائكة $ فيه لم يدل ظاهر الكلام على أن الأنبياء $ أفضل؛ لأنه تعالى لا يجب إذا اختار في الإرسال واحدا على غيره أن يكون أفضل من ذلك الغير. وإنما علمنا أن الرسل أفضل من أممهم(٥) للاجماع، لا لأنهم قد اختيروا في أداء الرسالة.
  وبعد، فإن الاصطفاء ينبنى على حال متقدمة، فمن أين أن تلك الحال هي فضل من هذا حاله على غيره؟. وهلا جاز أن يكون مساويا لغيره، أو غيره أفضل منه!.
  ١٠٤ - وقوله تعالى من بعد(٦): {وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ
(١) ساقطة من د.
(٢) ساقطة من د.
(٣) في د: أنه تعالى قد بين أنه يجوز اصطفاء الأنبياء على العالمين وذلك دخل.
(٤) انظر حول موضوع تفضيل الملائكة على الأنبياء، الفقرة ١٨١.
(٥) ف: أمتهم.
(٦) د: بعد ذلك.