متشابه القرآن للقاضي عبدالجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[متن متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني]

صفحة 147 - الجزء 1

  والمراد بذلك: أنه يجعل من اتبعه، بالتعظيم والتبجيل والظفر بالحجة، إلى ما شاكله، فوق الكفار، وكل ذلك من جعله وفعله تعالى.

  ١١٠ - وقوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ}⁣[٧٣] قد مضى القول فيه، وأن المراد به أن الأدلة هي أدلته، والدين الذي يشتمل على⁣(⁣١) الدليل وغيره.

  ١١١ - وقوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ}⁣(⁣٢) المراد به⁣(⁣٣) أن الفضل هو الأموال، والأموال من قبله تعالى و⁣(⁣٤) لا ذكر لأفعال العباد في ذلك.

  ويجوز أيضا أن يراد به النبوة.

  ١١٢ - مسألة: فان سأل عن قول اللّه ø: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً}⁣(⁣٥) فقال: أثبت الإسلام «بهذين الأمرين⁣(⁣٦)، وليس هذا ما تقولون به؟.

  فالجواب عن ذلك: أن المراد به الاستسلام والخضوع، ولم يرد به الإسلام الذي يستحق به الثواب، وقد بينا أن الإسلام إذا علق به تعالى لم يحمل على الإسلام المطلق⁣(⁣٧)، كما أن الإيمان إذا قيل فيه: إنه باللّه وبرسوله، فهو اللغوي وإن كان إطلاقه يدل على خلافه.

  وإنما أراد تعالى بذلك أن أحدا لا يمتنع عليه تعالى فيما يريد إنفاذه فيه.


(١) د: عليه.

(٢) من الآية السابقة: ٧٣.

(٣) ساقطة من د.

(٤) ساقطة من د.

(٥) قال تعالى {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} ٨٣.

(٦) د: بالأمرين.

(٧) انظر الفقرة ٥٥.