[متن متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني]
  تَكْفُرُونَ ١٠٦ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ}[١٠٦ - ١٠٧].
  والجواب عن ذلك: أنه لا تعلق للخارجي بظاهر ذلك؛ لأنه تعالى ذكر قسمين من الناس، ولم ينف أن هناك فرقة ثالثة؛ ولأنه لا بد لهم من القول بهذه الطريقة؛ لأنه تعالى بين أن الذين اسودت وجوههم هم الذين كفروا بعد إيمانهم، وإذا سئل(١) عن الكافر الأصلي فلا بد من أن يقول: إنه من أهل النار، وإن لم يذكر في الآية، فكذلك الفاسق عندنا.
  وليس له أن يتأول قوله: {أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ} على أنه كفر بعد الإيمان الذي يثبت بالفطرة لا بالفعل، لأن ذلك ليس بحقيقة، فإن صح أن يحمله عليه ليستقيم مذهبه ليجوزنّ لنا أن نحمل الكفر(٢) على أن المراد به كفر النعمة بالإقدام على الكبائر والمعاصي فيدخل الفاسق فيه!.
  ١٢١ - دلالة: وقد قال تعالى ما يدل على أنه لا يريد القبيح فقال:
  {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ}[١٠٨] ولو كان كل ظلم في العالم يقع بإرادته ومشيئته لم يصح أن يقول ذلك وكان الخبر كذبا، وكان لا يصح أن ينزه نفسه عن ذلك مع أنه المريد لكل ظلم في العالم.
  فان قال: أراد بذلك أنه لا يريد أن يظلمهم وإن أراد أن يظلم بعضهم بعضا(٣).
(١) أي: لو سألنا الخارجي.
(٢) في النسختين: الأمر.
(٣) قال الأشعري: «وإن سألوا عن قول اللّه ø {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ} وعن قوله: {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ} قيل لهم: معنى ذلك: أنه لا يريد أن يظلمهم ... =