[متن متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني]
  ١٣٠ - دلالة: وقوله تعالى: {هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ}[١٣٨] يدل على أن ما تقدم ذكره دلالة للجميع، وأنه تعالى يعم كل مكلف بالبيان والتعريف وإزاحة العلة، وإنما علق(١) اللّه تعالى الهدى بالمتقين لما كانوا هم الذين اهتدوا به، على ما تقدم ذكره(٢)، فصاروا من حيث انتفعوا به كأن الهدى ليس الا لهم، كما أن الوالد قد يتخذ المعلم على أولاده، فإذا رأى النجابة والتقدم والتعلم في أحدهم جاز أن يقول: إنما تكلفت اتخاذ المؤدب لك، وإن كان باتخاذه تأدب الكل.
  ١٣١ - مسألة: وقالوا: ثم ذكر تعالى ما يدل على أن ما نال المسلمين من الكفار يوم أحد «من قبله تعالى(٣) فقال: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ}(٤) فأضاف ذلك إلى نفسه.
  والجواب عن ذلك: أن ظاهره يقتضى أنه يداول الأيام بين الناس، وليس فيه ذكر الأفعال، فلا تعلق لهم بالظاهر.
  فإن قالوا: قد علم أن المراد به ما يحدث في الأيام
  قيل له: لكن الحوادث فيها تختلف، فلا بد من دليل يعلم به المراد بعينه، وما هذا حاله لا يصح التعلق بظاهره.
  والمراد بذلك: أنه تعالى بين لأصحاب الرسول # أن الحروب
(١) د: يخص.
(٢) انظر الفقرات: ١٦، ٢٢، ٢٩.
(٣) ساقط من د.
(٤) الآية: ١٤٠ وتتمتها: {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}.