متشابه القرآن للقاضي عبدالجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[متن متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني]

صفحة 260 - الجزء 1

  ذلك فيهم، قيل إنه جعلهم أعداء كما يقال في الحاكم: إنه أبطل إقرار فلان، وصحح إقرار فلان، وزور فلانا، إلى ما شاكله.

  ٢٢٩ - وقوله تعالى: {وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ} محمول على أنه لو ألجأهم إلى ترك⁣(⁣١) ما فعلوه لما وقع منهم، ولذلك قال تعالى: {فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ} مبينا بذلك أنه لما أزال الإلجاء حصلت التخلية.

  ٢٣٠ - وقوله تعالى: {وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ}⁣[١١٣] إن رجع إلى أول الكلام فمحمول على العاقبة، وإن رجع إلى قوله: {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ}، فمحمول على الحقيقة.

  ٢٣١ - دلالة: وقوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}⁣[١١٥] يدل على التوحيد والعدل.

  فأما دلالته على التوحيد، فإنه بين أن كلمات اللّه يجوز فيها التبديل ويصح عليها التمام، وذلك يقتضى أنها محدثة.

  وأما دلالته على العدل، فلأنه تعالى وصفها بأنها صدق، وعدل ولو كان كل الكذب من عنده لم يصح ذلك.

  ويدل أيضا على ما نقوله في الوعيد؛ لأنه وصفها بأنها صدق، فإذا أخبر بأنه يعاقب الفجار. فالواجب أن نقطع بذلك ولا نقف فيه، ولا يجوز فيه الكذب، ولا الخلف، ولا الشرط، ولا⁣(⁣٢) التخصيص من غير دلالة.

  ٢٣٢ - مسألة: قال: ثم ذكر تعالى فيها ما يدل على أنه زين للكافر


(١) د: تركيب.

(٢) ساقطة من د.