[متن متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني]
  الدلالة على العدل، لأنه تعالى لا يجوز أن يصف نفسه بأنه يدعو إلى دار السلام وهو مع ذلك يصد عن الإيمان ويصرف عنه ويمنع منه، إلا أن يقول المخالف إنه تعالى إنما يدعو إلى دار السلام من قضى عليه الإيمان دون سائر العباد، فيزول بذلك عن ظاهر القول ويخرج عن دين الإسلام(١)، لأن الأمة تصفه تعالى بأنه يدعو جميع المكلفين إلى دار السلام، ولأن الدعاء هو الأمر من اللّه تعالى، ولا شك أنه قد أمر الكل بالإيمان الذي يؤدى إلى استحقاق دار السلام.
  ٣٢٢ - وقوله تعالى من بعد: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ}[٢٦] ربما تعلق به من يقول بجواز الرؤية على اللّه تعالى، ويروى فيه ما يقوى تأويله(٢)، وليس للآية ظاهر؛ لأنه لم يذكر ما تلك الزيادة، فمن أين أن المراد بها ما قالوه؟
(١) د: دار السلام.
(٢) أخرج مسلم في صحيحه من رواية حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن صهيب عن النبي ﷺ قال: (إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال:
يقول اللّه تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم، فيقولون ألم تبيض وجوهنا! ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار! قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم ø) قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة بهذا الإسناد، وزاد: ثم تلا هذه الآية: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ}. قال النووي: هذا الحديث هكذا رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة وغيرهم ... قال أبو عيسى الترمذي وأبو مسعود الدمشقي وغيرهما: لم يروه هكذا مرفوعا عن ثابت، غير حماد بن سلمة! ورواه سليمان بن المغيرة وحماد بن زيد وحماد بن واقد، عن ثابت، عن ابن أبي ليلى، من قوله، ليس فيه ذكر النبي ﷺ، ولا ذكر صهيب. قال ابن حجر: وكذا قال معمر، أخرجه عبد الرزاق عنه. وأخرج الطبري من طريق أبى موسى الأشعري، نحوه موقوفا عليه، ومن طريق كعب بن عجرة مرفوعا قال: «الزيادة النظر إلى وجه الرب» ولكن في إسناده ضعف.
ر: صحيح مسلم بشرح النووي ٣/ ١٦ - ١٧، فتح الباري لابن حجر: ٨/ ٢٧٩ صحيح الترمذي بشرح ابن العربي: ١٢/ ٢٦٩ - ٢٧٠. قال القاضي: «وما رووه من أخبار الآحاد، فلا يصح قبول ذلك فيما طريقه العلم» ونقل عن أبي على |: «أن ذلك لا يصح، =