باب القول في آداب القاضي
كتاب القضاء
باب القول في آداب القاضي
  يحتاج القاضي إلى أن يكون عالماً بما يقضي ورعاً في دينه، عفيفاً عن أموال المسلمين، حليماً، وثيق العقل، جيّد التمييز، صلباً في أمر الله.
  فإن نقص شيئاً من هذه الخصال كان ناقصاً.
  ويجب على القاضي أن يتعاهد من يقدم عليه من البلدان متحاكماً ويفصل أمره ولا يطيل احتباسه.
  ويستحب للقاضي أن يحرص على الصلح بين الناس ما لم يبن له الحق، فإذا بان له الحق وجب عليه إمضاؤه.
  ويجب [على القاضي](١) إذا تقاضا إليه الخصمان ألا يقضي بينهما ولا لأحدهما حتى يسمع كلامهما ويفهمه ويتثبت في حججهما، ويجب أن يسوي بين الخصمين في المجلس والإقبال والتسليم والإصاغة.
  ويستحب له أن يبدأ بالاستماع من أضعفهما إلا أن يكون القوي هو المستعدى.
  ويكره له ألا يقضي وهو غضبان، أو جائع شديد الجوع، أو مشتغل القلب بأمرٍ من الأمور سوى ما هو فيه.
  ولا يجوز له أن يقبل الهدايا من الناس، فإن قبل كانت لبيت مال المسلمين.
  ولا يجوز له أن يضيف أحد الخصمين تخريجاً.
  ويكره له حضور الدعوات تخريجاً.
  ولا بأس له بأخذ الرزق.
  ولا يجوز له أن يخوض مع الخصم في شيء من أمره أو يشير عليه برأي إلا أن يأمره بتقوى الله ø والانصاف لخصمه.
(١) مكتوب: للقاضي.