[تعليق ظن وأخواتها]
  والدليل على أن الفعل عامل في المحل: أنه يجوز العطف بالنصب على محل الجملة؛ كقول الشاعر:
  ٢٧ - وما كُنْتُ أَدْرِي قَبْلَ عَزَّةَ ما الْبُكا ... ولَا مُوجِعاتِ الْقَلْبِ حَتَّى تَوَلَّتِ(١)
  فنصب «موجعات» عطفا على محل «ما البكا» الذي عُلِّقَ عن العمل فيه قوله: «أدري». وشبهوه بالمرأة التي لا طلقها زوجها ولا أحسن عشرتها، وهذه لا أهملوها ولا أعملوها في اللفظ.
  ¿ الجزء الأول
  ويليه الجزء الثاني
= في نصب مفعول به، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ ما. ما: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. ليلة: خبر ما في محل رفع، والجملة في محل نصب مفعول به. وليلة مضاف والقدر: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
الشاهد فيها: قوله تعالى: {أدراك}، حيث علق عملها لوقوع ما الاستفهامية بعدها.
(١) الإعراب: وما: الواو: بحسب ما قبلها، ما: حرف نفي. كنت: فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير في محل رفع اسم كان. أدري: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل، والفاعل: أنا. قبل: ظرف متعلق بـ «أدري»، وهو مضاف. وعزة: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. ما: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، البكى: خبر المبتدأ مرفوع. أو: ما: في محل رفع خبر مقدم للمبتدأ، والبكى: مبتدأ مؤخر مرفوع. ولا: الواو: حرف عطف، لا: حرف لتأكيد النفي. موجعات: معطوف على محل جملة ما البكى منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم، وهو مضاف. والقلب: مضاف إليه مجرور. حتى: حرف غاية وجر. تولت: فعل ماض، والفاعل: هي، والتاء: للتأنيث. والمصدر المنسبك من أن المضمرة بعد حتى وما بعدها في محل جر بحتى، والجار والمجرور متعلقان بالنفي الذي دل عليه «ما» في قوله: ما كنت أدري.
الشاهد فيه: قوله «أدري ما البكى ولا موجعات»، حيث علق الفعل القلبي «أدري» عن العمل في لفظ ما المبتد والخبر، وعمل النصب في محل الجملة؛ ودليل ذلك عطف "موجعات" بالنصب على محلها.