[تعليق ظن وأخواتها]
[تعليق ظنَّ وأخواتها]
  ص: وَإنْ وَلِيَهُنَّ «مَا» أَوْ «لا» أو «إنْ» النَّافَياتُ، أَوْ «لَامُ» الابْتِدَاءِ، أَوِ الْقَسَمُ، أَوْ الاسْتِفْهَامُ - بَطَلَ عَمَلُهُنَّ في الَّلفْظِ وُجوباً، وسُمِّيَ ذَلِكَ تَعْلِيقاً، نحو: {لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى}[الكهف ١٢].
  ش: أي: إذا توسط بينهن وبين معمولهن ماله صدر الكلام - كالاستفهام، وحروف النفي، ولام الابتداء، والقسم - فلا يجوز عملهن في اللفظ، ويعملن في المحل، ويسمى ذلك: تعليقًا.
  وإنما بطل عملهن في اللفظ لأن الذي له صدر الكلام لا يعمل ما قبله فيما بعده.
  مثال ما علق عن العمل: قوله تعالى: {لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى(١)}، فـ «أيُّ»: مبتدأ، و «أحصى»: خبره، وقد بطل عمل «علم» في اللفظ، ولم تنصب «أيُّ» و «أحصى».
  ونحو: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ(٢)}[القارعة ١٠ - ١١]، {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ(٣)}[القدر ٢].
(١) الإعراب: لنعلم: اللام: حرف تعليل ونصب، نعلم: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: نحن. أي: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، وهو مضاف. الحزبين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى. أحصى: خير المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة لأنه اسم مقصور، والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب سد مسد مفعولي «نعلم».
الشاهد فيها: قوله تعالى: {لنعلم أي الحزبين أحصى}، حيث علق فعل «نعلم» عن العمل لفظا؛ لوقوعه قبل اسم الاستفهام العمدة.
(٢) الإعراب: وما: الواو حرف عطف، ما: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. أدراك: فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو في محل رفع، والكاف ضمير في محل نصب مفعول به، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. ما: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. هيه: هي: خبر «ما» في محل رفع، والهاء للسكت، والجملة في محل نصب مفعول به. نار: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. حامية: نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
الشاهد فيها: قوله تعالى: {أدراك}، حيث علق عملها لوقوع «ما» الاستفهامية بعدها.
(٣) الإعراب: وما: الواو حرف عطف، ما: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. أدراك: فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو في محل رفع، والكاف ضمير =