شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[أحكام الفاعل]

صفحة 113 - الجزء 2

  الأول: «ما قام إلا هند»، أي: ما قام أحد إلا هند، فحذف «أحد» وهو الفاعل.

  الثاني: فاعل المصدر، نحو: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ(⁣١)}، ففاعل «إطعام» محذوف، تقديره: أو إطعامه، أي: الإنسان يتيماً، فـ «الهاء»: فاعل.

  الثالث: فاعل الفعل المغير الصيغة فإنه قد استغنى عنه بنائب الفاعل، ولا يجوز الجمع بينهما، نحو: «ضُرِبَ زَيدٌ».

  الرابع: فاعل «أفعل» في التعجب إذا دلَّ عليه مقدَّمٌ مثله، نحو: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ(⁣٢)}⁣[مريم ٣٨].

  وكان الظاهر في نحو: «ما قام إلا هند» أن يجوز اتصال التاء بِـ «قام» وعدمُ الاتصال؛ لكون الفاعل مفصولاً عن العامل بِـ «إلا»، كما جاز الوجهان في «حضر القاضي امرأة»، لكنهم هنا منعوا أن يقال: «ما قامت إلا هند» في النثر؛ وذلك لأن ما بعد «إلا» ليس الفاعل في الحقيقة، وإنما هو بدل من فاعل مقدَّر قبل «إلا»، وذلك المقدر هو المستثنى منه، وهو مُذَكَّرٌ، فلذلك ذُكِرَ العامل، والتقدير: ما قام أحدٌ إلا هندٌ.


(١) الإعراب: أو: حرف عطف. إطعام: معطوف على {فك} مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. في يوم: جار ومجرور متعلق بـ {إطعام}. ذي: نعت ليوم وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الستة. مسغبة: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {إطعام في يوم}، حيث حذف فاعل المصدر {إطعام} وأصله: إطعامه يتيما.

(٢) الإعراب: أسمع: فعل ماض جامد جاء على صيغة الأمر مبني على الفتح المقدر لإنشاء التعجب. بهم: حرف جر زائد، هم ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل. وأبصر: الواو حرف عطف، أبصر: فعل ماض جامد مبني على الفتح المقدر لإنشاء التعجب لمجيئه على صورة الأمر، والفاعل محذوف تقديره: بهم.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {أسمع بهم وأبصر}، حيث حذف فاعل {أبصر} الذي يفيد التعجب؛ لأنه دل عليه متقدم مثله يفيد التعجب وهو {أسمع بهم}، فحذف «بهم» من الثاني لدلالة الأول عليه.