شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[2 - المفعول المطلق]

صفحة 137 - الجزء 2

  «وازيداه». وإذا أوجعك رأسك فتقول: «وارأساه»، ونحو ذلك.

  وإنما تلحق الهاء في الوقف أو في ضرورة الشعر.

  ولا يستعمل له من حروف النداء إلا «وا»، وهو الغالب، أو «يا» إذا لم يلتبس بالمنادى المحض. وحكمه حكم المنادى، يضم إذا كان مفردا، وينصب إذا كان مضافا، نحو: «وازيدُ»، و «واعبدَ الله».

  ولك إلحاق الألف والهاء وحذفهما، قال الشاعر:

  ٣٤ - واحرَّ قلباه ممن قَلْبُهُ شَبِمُ ... [ومن بجسمي وحالي عنده سقم]

[٢ - المفعول المطلق]

  ص: والمَفْعُولُ المُطْلَقُ، وَهُوَ: المَصْدَرُ الفَضْلَةُ المُسَّلَطُ عَلَيْهِ عَامِلٌ مِنْ لَفْظِهِ كـ «ضَرَبْتُ ضَرْباً»، أَوْ مِنْ مَعْنَاهُ كـ «قَعَدْتُ جُلُوساً».

  ش: هذا هو الثاني من المفاعيل، وهو المفعول المطلق، ومعنى المطلق: أنه ليس مقيدا بكونه المفعول به أو فيه أو معه أو من أجله كسائر المفاعيل، وهو المفعول الحقيقي؛ لأن فعل الفاعل في قولك: «ضربَ محمدٌ زيدًا» هو الحدث الذي هو الضرب، ليس زيدا ولا غيره، ولهذا قيدوا سائر المفاعيل بكونه به أو فيه، إلا المفعول من أجله فهو مفعول حقيقة.

[تعريف المفعول المطلق]

  إذا عرفت هذا، فهو المصدر الفضلة المسلط عليه عامل من لفظه أو من معناه. كما مثل المؤلف. وإنما سمي مصدرا لأنهم يشتقون منه الأفعال واسم الفاعل واسم المفعول واسم الزمان والمكان، فاشتقوا من الضرب: «ضَرَبَ» و «يَضْرِبُ» و «اضْرِبْ» و «ضَارِبٌ» و «مَضْرُوبٌ» و «مَضْرَبٌ»، فهي صادرة عنه، وهو مصدرها.