[الندبة]
  والمستغاث به مجرور باللام، وقد تحذف لام المستغاث به ويعوض عنها الألف في آخره، نحو: «يا زيدا لعمرو».
  وقد تحذف اللام من أوله، ولا يعوض عنها بألف في آخره، فحكمه حينئذ حكم المنادى، إن كان غير مضاف ولا شبيه به بني على الضم، وإلا نصب.
  قال الشاعر:
  ٣٣ - أَلَا يا قومِ لِلعَجَبِ الْعَجيبِ ... وَلِلْغَفَلاتِ تَعْرِضُ لِلأَرِيْبِ(١)
  هذا الذي مثل به المؤلف، وليس من الاستغاثة؛ لأنهم لم يدعوا ليخلصوا من شدة، أو لدفع مشقة، لكنه يشبهه وحكمه حكمه، وإلا فهو خارج عن حقيقتها.
[الندبة]
  ص: وَالنَّادِبُ: «وَا زَيْدا»، «وَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَا»، «وَا رَأْسَا»، وَلَكَ إِلْحَاقُ الهَاءِ وَقْفاً.
  ش: المندوب: المنادى المتفجع عليه أو المتوجع منه. مثل أن تنادي صديقا وقع عليه مصيبة أو مات، فتقول: «وازيدا»، ولك إلحاق الهاء، فتقول:
(١) اللغة والمعنى: الغفلات: جمع غفلة؛ مصدر غفل عن الشيء: لم يلتفت إليه، ولم يُلْقِ إليه باله. تعرض له: تنزل به. الأريب: العالم بالأمور، البصير بالعواقب. يدعو الشاعر قومه للتنبه إلى صروف الدهر، وأن يتدبروا أمورهم، لأنه الإنسان مهما كان بصيرًا ومجربًا قد تعرض له غفلات تغير له مجرى حياته.
الإعراب: ألا: حرف استفتاح. يا: حرف نداء واستغاثة. قوم: مستغاث به منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة وتقديره: يا قومي، والياء المحذوفة في محل جر بالإضافة، ويجوز أن يكون مبنيًا على الضم في محل نصب. للعجب: اللام: حرف جر، العجب: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره: أدعو. العجيب: نعت العجب مجرور بالكسرة الظاهرة. وللغفلات: الواو حرف عطف، للغفلات: معطوف على للعجب. تعرض: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هي. للأريب: اللام حرف جر، الأريب: اسم مجرور بالكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل تعرض.
الشاهد فيه: قوله: «يا قوم»، حيث جاء المستغاث به «قوم» خاليا من اللام المفتوحة في أوله، ومن الألف في آخره؛ وحكم مجيئه على هذه الحالة نادر، وخلاف المألوف.