شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[3 - اسم الفاعل]

صفحة 169 - الجزء 2

  وقوله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ(⁣١)}، وهو مضاف إلى الفاعل، وقول الشاعر:

  ٤٩ - أََلَا إِنَّ ظُلمَ نفسِهِ المرءُ بَيِّنٌ ... [إذا لمْ يَصُنْهَا عَنْ هَوىً يَغْلِبُ العَقْلَا]

  فـ «ظلم»: مصدر عامل وهو مضاف إلى المفعول، وهو قوله: «نفسه»، ورفع الفاعل، وهو قوله: «المرءُ».

  ٢ - المنون، وإعماله أقيس؛ لأنه منكَّر فأشبه الفعل، كقوله تعالى: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيْمًا(⁣٢)}⁣[البلد ١٤]، تقديره: أو أن يطعم في يوم ذي مسغبة يتيمًا.

  ٣ - المعرف بِـ «أل»، وإعماله شاذ؛ لأنها من خصائص الأسماء؛ لأنها معرفة، والتعريف يباعده عن الفعل.

[٣ - اسم الفاعل]

  ص: وَاسْمُ الفَاعِلِ كَـ «ضَاربٍ» وَ «مُكْرِمٍ»، فَإِنْ كَانَ بـ «اَلْ» عَمِلَ مُطْلَقًا، أَوْ مُجَرَّدًا فَبِشَرْطَيْنِ: كَوْنُهُ حَالاً أَوِ اسْتِقْبَالاً، وَاعْتِمَادُهُ عَلَى نَفْيٍ أَوِ اسْتِفْهَامٍ أَوْ مُخْبَرٍ عَنْهُ أَوْ مَوْصُوفٍ. و {بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ}⁣[الكهف ١٨] عَلَى حِكَايَةِ الحَالِ، خِلافًا لِلْكِسَائي. وَ «خَبِيرٌ بَنُو لِهْبٍ» عَلَى التَّقْدِيمِ وَالتَّأخِيرِ، وَتَقْدِيرُهُ: خَبِيرٌ كَـ «ظَهِيرٍ» خِلافًا لِلأخْفَشِ.


= بالحج، أي: ولله على الناس أن يحج مستطيعهم. وقال الكسائي: إنها شرطية مبتدأ، والجواب محذوف، أي: من استطاع فليحج. استطاع: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر في محل رفع، والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. إليه: جار ومجرور. سبيلا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {حج البيت}، حيث جاء المصدر {الحج} عاملا عمل فعله، فأضيف إلى مفعوله {البيت}، وجيء بعده بفاعله {من استطاع}.

(١) الإعراب: ولولا: الواو حرف عطف، لولا: حرف شرط غير جازم. دفع: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والخبر محذوف تقديره: موجود. الله: لفظ الجلالة مضاف إليه اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. الناس: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة للمصدر دفع.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {دفع الله الناس}، حيث جاء المصدر {دفع} عاملا عمل فعله، فأضيف إلى فاعله {الله}، ونصب {الناس} مفعولا به.

(٢) سبق إعراب الآية في أحكام الفاعل.