وأجيب بأنه على حكاية الحال.

  ٢ - اعتماده على نفي أو استفهام أو مخبر عنه أو موصوف. وقد أجاز الأخفش إعماله وإن لم يعتمد، واستدل بقول الشاعر:

  ٥٠ - خَبيرٌ بَنُو لَهَبٍ فَلَا تَكُ مُلْغِيًا ... مَقَالَةَ لِهْبِيٍّ إِذَا الطَّيرُ مَرَّتِ⁣^(⁣١)

  وأجيب بأن «خبير» خبر مقدم، و «بنو لهب» مبتدأ مؤخر.

  واعترض عليهم بأنه لا يخبر بالمفرد عن الجمع، و «خبير» مفرد.

  وأجيب بأن ما كان على وزن «فعيل» يستعمل في المفرد والجمع؛ قال الله تعالى: {وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ⁣^(⁣٢)}⁣[التحريم ٤].

= {وَنُقَلِّبُهُمْ} بالمضارع الدّالّ على الحال، ولم يقل: «وقلبناهم» بالماضي.

(١) اللغة والمعنى: خبير: من الخبرة. وهي العلم بالشيء. بنو لهب: جماعة من بني نصر من الأزد، يقال: إنهم أزجر قوم، وأعيفهم وأعرفهم، بما تدور عليه حركات الطير. ملغيا: من الإلغاء، يقال: ألغيت كلامه إذا عددته ساقطا. يقول: إن بني لهب عالمون بزجر الطير فإذا قال لك أحدهم قولا فصدقه، ولا تتغافل عنه.

الإعراب: خبير: مبتدأ مرفوع بالضمة. بنو: فاعل خبير مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. لهب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. فلا: الفاء حرف استئناف، لا: ناهية. تك: فعل مضارع ناقص مجزوم بالسكون على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. ملغيا: خبر تك منصوب بالفتحة. مقالة: مفعول به لـ «ملغيا» منصوب بالفتحة، وهو مضاف. لهبي: مضاف إليه مجرور بالكسرة. إذا: ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. الطير: فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده مرفوع بالضمة. مرت: فعل ماض مبني على الفتحة، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. وجواب إذا محذوف تقديره: إذا مرت الطير فلا تك ملغيا.

الشاهد فيه: قوله: «خبير بنو لهب»، حيث استدل الأخفش بهذا الشاهد على مجيء «خبير» عاملاً فيما بعده من دون أن يعتمد على نفي أو استفهام؛ لأنه لا يشترط ذلك، وعليه فـ «بنو» فاعل سدَّ مسدَّ الخبر، غير أن البصريين عدا الأخفش يرون أن «خبير» خبر مقدم، و «بنو» مبتدأ مؤخر، وهذا الراجح لدى جمهور العلماء، ورد البصريون على من قال: إنه يشترط أن يتطابق المبتدأ والخبر في الإفراد والتثنية والجمع، وهنا لا تطابق بين «خبير» و «بنو» بأن «خبير» على زنة فعيل، وفعيل يستعمل للمفرد والمثنى والجمع، وقد وردت صيغة «فعيل» مخبرا بها عن الجماعة، كما في قوله تعالى: {وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ}، وفي هذا إبطال لحجة الأخفش.

(٢) الإعراب: والملائكة: الواو حرف عطف، الملائكة: معطوف مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. بعد: ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. ذلك: اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب. ظهير: خبر مرفوع =