شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[كتابة ألف واو الجماعة والألف الأصلية]

صفحة 201 - الجزء 2

[كتابة ألف واو الجماعة والألف الأصلية]

  ص: وَتُكْتَبُ الأَلِفُ بَعْدَ وَاوِ الجَمَاعَةِ كَـ «قَالُوا»، دُونَ الأَصْلِيَّةِ كَـ «زَيْدٌ يَدْعُو»، وَتُرْسَمُ الأَلِفُ يَاءً إِنْ تَجَاوَزَتِ الثَّلاثَةَ، كَـ «اسْتَدْعَى» وَ «المُصْطَفَى»، أَوْ كَانَ أَصْلُهَا اليَاءَ كَـ «رَمَى» وَ «الْفَتَى»، وَأَلِفاً في غَيْرِهِ كَـ «عَفَا» وَ «العَصَا»، وَيَنْكَشِفُ أَمْرُ أَلِفِ الفِعْلِ بِالتَّاءِ كَـ «رَمَيْتُ» وَ «عَفَوْتُ»، وَالاسْمِ بِالتَّثْنِيَةِ كَـ «عَصَوَيْنِ» وَ «فَتَيَيْنِ».

  ش: كتبوا بعد «واو الجماعة» ألفا، كـ «قالوا»؛ فرقاً بينها وبين الأصلية كـ «زيد يدعو».

  وكتبوا الألف «ياء»:

  ١ - إذا كانت منقلبة عن ياء، كـ «رمى»؛ لأن أصله رَمَيَ، تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا، وهذه قاعدة، أعني أنها تقلب ألفا إذا تحركت وانفتح ما قبلها.

  و «الفتى» أصله فَتَيٌ، ففعل به مثل ألف «رمى».

  ٢ - أو تجاوزت الثلاثة، كـ «استدعى» في الفعل، و «المصطفى» في الاسم.

  وتكتب أَلِفًا: إذا كانت ثالثة منقلبة عن واو، كـ «عصا» و «عفا».

  وإذا جهلت أمر الألف: هل أصلها «ياء» أو «واو»؟ فألحقها في الفعل بـ «تاء فاعل»، فإن انقلبت «ياء» فأصلها «ياء»، وإن انقلبت «واواً» فأصلها «واو»، كـ «رميت» و «عفوت». وتعرف في الاسم بالتثنية، كـ «عصوين»، و «فتيين».

  فإن قيل: فإن الملتبسَ عليه الأمرُ يمكنه أن يقول: «رموت» و «رميت»، و «عفيت» و «عفوت» ولا تفيد هذه القاعدة معرفةً، وكذا في المثنى.

  قيل له: المعتبر الاستعمال، فإذا فتشت في كلام العلماء وفي كلام العرب أو في القرآن تجد الحل، فإن الله يقول: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ}⁣[الأنفال ١٧] ويقول: {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ}⁣[يوسف ٣٦]، ويقول: {فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ}⁣[النساء ١٥٣]،