شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[علامة الفعل المضارع، وحكم أوله وآخره]

صفحة 22 - الجزء 1

[علامة الفعل المضارع، وحكم أوله وآخره]

  ش: وأتى هنا بالمضارع، وهو: ما دل على حدث يقبل الحال أو الاستقبال.

  وعلامته: جواز دخول «لَمْ» عليه، كـ «يضرب»، تقول: «لَمْ يَضْرِبْ»، ولا تدخل على غيره، وتقلب معناه ماضياً.

  ولا بد أن يكون في أول الفعل المضارع: إما الهمزة، أو النون، أو التاء، أو الياء، مثل: «أضرب»، و «نضرب» و «يضرب»، و «تضرب».

  وإذا كان الماضي أربعة أحرف فيضم أول المضارع منه، مثل: «دَحْرَجَ» «يُدَحْرِجُ»، وإن كان ثلاثة أو خمسة أو ستة فافتح أوله، كـ «يَضْرِبُ»، و «يَجْتَمِعُ»، و «يَسْتَخْرِجُ»، هذا حكم أوله.

  وأما حكمه باعتبار آخره فيبنى على السكون إذا اتصلت به «نون الإناث»، نحو: «النسوة يقمن»، و {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ(⁣١)}⁣[البقرة ٢٣٣].

  ويبنى على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد الثقيلة أو الخفيفة، ولم يفصل بينهما ضمير لا لفظاً ولا تقديراً⁣(⁣٢)، وهذا أوضح من عبارة المؤلف، فهو يريد ما ذكرنا، وإن كانت عبارته لم تؤدِ هذا المعنى، ففي عبارته ركاكة؛ إذ لا تباشره تقديراً في نحو: {لَيُنْبَذَنَّ(⁣٣)}⁣[الهمزة ٤]، {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَاً(⁣٤)}⁣[يوسف ٣٢]،


(١) الإعراب: والوالدات: الواو: حرف استئناف، الوالدات: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. يرضعن: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، والنون في محل رفع فاعل، والجملة في محل رفع خبر.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {يرضعن} حيث جاء الفعل المضارع مبنيا على السكون لاتصاله بنون النسوة.

(٢) معنى «ولم يفصل بينهما ضمير لا لفظاً ولا تقديراً»: أنها باشرته لفظاً وتقديراً.

(٣) الإعراب: لينبذن: اللام: واقعة في جواب قسم. ينبذن: فعل مضارع مبني للمجهول مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو في محل رفع.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {ينبذنَّ} حيث باشرت نون التوكيد الفعل لفظا وتقديرا، فبني الفعل المضارع على الفتح.

(٤) الإعراب: ليسجنن: اللام: واقعة في جواب قسم، يسجنن: فعل مضارع مبني على الفتح =