شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[الإعراب بتقدير الحركات]

صفحة 34 - الجزء 1

  والفرق بينه وبين الأفعال الخمسة:

  أن الألف والواو والياء في الأفعال الخمسة كلمة أخرى لأنها ضمائر، والألف والواو والياء هنا ليست ضمائر، وليست زائدة؛ بل هي آخر الكلمة، تقول: «يخشى زيدٌ»، و «يغزو زيد»، و «يرمي زيد»؛ فليست الألف للمثنى، ولا الواو للجمع، ولا الياء للمؤنثة.

[الإعراب بتقدير الحركات]

  ص: فَصْلٌ: تُقَدَّرُ جمِيعُ الْحَرَكاتِ في نَحْوِ: «غُلَامِي»، و «الْفَتَى» ويُسَمَّى الثَّاني مَقْصُوراً. وَالضَّمَّةُ والْكَسْرَةُ فِي نَحْوِ: «الْقَاضِي» ويُسَمَّى مَنْقُوصاً. وَالضَّمَّةُ والْفَتْحَةُ في نَحْوِ: «يَخْشَى». وَالضَّمَّةُ في نَحْوِ: «يَدْعُو»، و «يَقْضِي». وَتَظْهَرُ الْفَتْحَةُ في نَحْوِ: «إِنَّ الْقَاضِيَ لَنْ يَقْضِيَ وَلَنْ يَدْعُوَ».

  ش: ذكر في هذا، المواضعَ التي تقدر فيها الحركات في الأسماء والأفعال.

  فالأول: نحو: «غلامي»، وهو كل اسم أضيف إلى ياء المتكلم، فتقدر فيه جميع الحركات؛ لأن الياء يناسبها كسر ما قبلها، فكسرةُ المناسبة منعتْ من ظهور الحركة⁣(⁣١).

  الثاني: الاسم المقصور، وهو: كل اسم آخره ألف، ويسمى مقصورا، أي: غير ممدود⁣(⁣٢)، نحو: «موسى» و «الفتى» فتُقَدَّرُ فيه جميع الحركات؛ للتعذر.

  الثالث: المنقوص، وهو كل اسم آخره ياء قبلها كسرة، نحو: «القاضي» و «الداعي»، فتقدر فيه الضمة والكسرة لثقلهما، وتظهر الفتحة لخفتها⁣(⁣٣).


(١) هذا كلامهم، وقد يقال: إنه لا يحتاج إلى حركة المناسبة في حالة الجر، فقد أغنت عنها حركة الإعراب. من المؤلف ¦.

(٢) وَفِي معنى تَسْمِيَته مَقْصُورا أَرْبَعَة أوجه: أَحدهَا: ما قاله المؤلف ¦. والثاني: أنَّ الْإِعْرَاب قُصر فِيهِ، فَيكون تَقْدِيره: الْمَقْصُور فِيهِ الْإِعْرَاب، ثمَّ حذف، وَجعل اسْما للاسم الَّذِي هَذِه صفته. وَالثَّالث: أنَّه قُصر عَن الْإِعْرَاب؛ أَي حُبس عَن ظُهُور الْإِعْرَاب فِي لَفظه. وَالرابع: أنَّ صَوت الْألف المفردة أقصر من صَوتهَا إِذا وَقعت بعْدهَا همزَة، فَكَانَ صَوتهَا مَحْبُوسًا عَن صَوت الْألف الَّتِي بعْدهَا همزَة.

(٣) وسمي منقوصًا لأنه نقص فِي إعرابه الضمُّ وَالْكَسْرُ، وَبَقِي لَهُ النصب.