[«أن» المصدرية]
  فارفع الفعل الذي بعدها؛ لأن ظنَّ الصدق ليس مستقبلا بالنسبة إلى قوله: «أزورك»، هذا كلام المؤلف، وأما: «إذن تصدق»، فهو مستقبل بالنسبة إلى الزيارة، ففي تمثيله به نظر.
  الثالث: أن لا يفصل بينها وبين الفعل الذي بعدها فاصل غير القسم، كالمثال الأول، أو: «إذن والله أكرمك».
  فإذا فصلت بنداء، أو جار ومجرور، أو ظرف - فارفع الفعل، نحو: «إذنْ يا زيدُ أكرمُكَ»، أو: «إذن في الدار أكرمُك»، أو: «إذن يوم الجمعة أكرمُك»، فارفع أكرمُك؛ لأنه قد فصل بينه وبين الفعل بغير القسم، خلافا لابن عصفور.
  ومعنى «إذنْ»: حرف جواب وجزاء؛ لأن الإكرام جزاء الزيارة.
  وإن قلت: «إذن تصدقُ» فهي حرف جواب فقط.
[«أَنْ» المصدرية]
  ص: وبِـ «أَنِ» الْمَصْدَريَّةِ ظَاهِرَةً، نحو: {أَنْ يَغْفِرَ لِي(١)}[الشعراء ٨٢]، مَا لَمْ تُسْبَقْ بِعِلْمٍ، نحو: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى}[المزمل ٢٠]، فَإن سُبِقَتْ بِظَنٍّ فَوَجْهَانِ، نحو: {وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ(٢)}[المائدة ٧١].
  ش: هذا الناصب الرابع، وهو: «أن» المصدرية، وهي أم الباب؛ لأنها تعمل
(١) الإعراب: أن: حرف مصدري ونصب واستقبال. يغفر: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والمصدر المؤول من أن وما بعدها في محل نصب بنزع الخافض، والتقدير: أطمع في غفرانه.
الشاهد فيه: قوله «يغفر»، حيث نصب الفعل المضارع بـ «أن»، ظاهرة في الكلام.
(٢) الإعراب: وحسبوا: الواو حرف استئناف، حسبوا فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والواو ضمير في محل رفع فاعل. ألا: الوجه الأول على نصب تكون: أن: حرف مصدري ونصب واستقبال، لا نافية. تكون: فعل مضارع تام منصوب بأنْ وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. فتنة: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب سد مسدَّ مفعولي حسب. والوجه الثاني على رفع تكون: ألا: أن: مخففة من الثقيلة، واسمها: ضمير الشأن محذوف، لا: نافية. تكون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. فتنة: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع خبر أن المخففة من الثقيلة.