شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[مواضع إضمار «أن» وجوبا]

صفحة 41 - الجزء 1

[مواضع إضمار «أَنْ» وجوبا]

  ثم استطرد في ذكر المواضع التي تضمر فيها «أنْ» وجوبا، فقال: كإضمارها بعد «حتى» إذا كان الفعل مستقبلا، نحو: {حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى}⁣[طه ٩١]، وللفعل بعدها حالتان:

  الأولى: وجوب النصب، وذلك إذا كان الفعلُ الذي بعدها مستقبلاً بالنسبة إلى ما قبلها وإلى زمن التكلم، نحو: {لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى(⁣١)}⁣[طه ٩١]؛ فإن رجوع موسى # مستقبل بالنسبة إلى زمن تكلمهم، وبالنسبة إلى ما قبلها.

  وأما إذا كان ما بعدها مستقبلا بالنسبة إلى ما قبلها؛ لكنه ليس مستقبلا بالنسبة إلى زمن التكلم، فيجوز النصب والرفع، نحو: {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ(⁣٢)}⁣[البقرة ٢١٤]؛ وذلك لأن زمن التكلم بعد الزلزال وقول الرسول، وإنما حكى الله حالة ماضية.


(١) الإعراب: لن: حرف نفي وجر واستقبال. نبرح: فعل مضارع ناقص منصوب، واسمه ضمير مستتر تقديره نحن في محل رفع. عليه: جار ومجرور متعلق بعاكفين. عاكفين: خبر نبرح منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم، والجملة في محل نصب مقول القول. حتى: حرف غاية وجر. يرجع: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبًا بعد حتى وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. إلينا: جار ومجرور متعلق بيرجع. موسى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة للتعذر، لأنه اسم مقصور، ووجب النصب للفعل المضارع بعد حتى لأنه مستقبل بالنسبة إلى زمان تكلم أصحاب موسى، وبالنسبة إلى الفعل الذي قبل: حتى، وهو العكوف على عبادة العجل.

الشاهد فيها: قوله تعالى {حتى يرجعَ}، حيث نصب الفعل المضارع بـ «أن» مضمرة وجوبا بعد «حتى».

(٢) الإعراب: وزلزلوا: الواو حرف عطف، زلزلوا: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والواو نائب فاعل في محل رفع. حتى: حرف غاية ونصب. يقول: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

الشاهد فيها: قوله تعالى {حتى يقول}، حيث نصب الفعل المضارع بـ «أن» مضمرة وجوبا بعد «حتى»، هذا على قراءة الجمهور، وأما على قراءة نافع: حتى: حرف ابتداء، والجملة ابتدائية أو استئنافية، والفعل بعد «حتى» مرفوع.