[مواضع إضمار «أن» وجوبا]
  ش: أشار هنا إلى المواضع التسعة التي ينصب في جوابها الفعل المضارع بـ «أنْ» مضمرة وجوباً بعد «فاء السببية» أو «واو المعية»، وهي النفي، والثمانية التي هي: الأمر، والدعاء، والنهي، والاستفهام، والعرض، والتحضيض، والتمني، والترجي، وقد عبر عن هذه الثمانية بقوله: «أو طلب بالفعل»، وليست كلها طلباً كالعرض والتمني، وتأمل البقية، فهذه العبارة لم يبلغ بها ما أراده.
  وقد احترز - أيضا - بقوله: «أو طلب بالفعل» عن نحو: «دراكِ»، و «صَهْ» فلا ينصب الفعل المضارع بعدها، وهي أقرب إلى الفعل من أكثر هذه المواضع، والطلب بها أوضح وأكثر.
  فالأمر: طلب الفعل من الأعلى إلى الأدنى، نحو: «أسلمْ فتدخلَ الجنةَ»،
  والدعاء: طلب الفعل من الأدنى إلى الأعلى، نحو: «رب وفقني فلا أعدلَ عن سبيلك».
  والنهي: طلب الترك من الأعلى إلى الأدنى، نحو: «لا تعصِ الله فيغضبَ».
  والاستفهام: طلب العلم بشيء لم يكن معلوما من قبل، نحو: «هل عندك طعام فتطعمَني».
  والعرض: طلب برفق ولين، نحو: «ألا تنزلُ عندنا فنكرمَك».
  والتحضيض: طلبٌ بِحَثٍّ وإزعاج، نحو: «هَلاَّ اتقيت الله فيغفرَ لك».
  والتمني: طلب المتعذِّر أو ما فيه عسر، نحو: «ليت لي مالاً فأحجَ منه».
  والترجي: طلب الأمر المتوقع، نحو: «عظني لعلي أخاف الله فأطيعَه».
  هذه أمثلة «فاء السببية»، والفعل بعدها منصوب بـ «أن» مضمرة وجوبا، وتصلح أن تكون أمثلة لـ «واو المعية» بأن تحذف الفاء وتبدلها بواو المعية(١).
(١) وفي كون «أنْ المصدرية» مقدرة في هذه المواضع نظر؛ لأنها تُسْبَكُ هي والفعل الذي تدخل عليه بمصدر، ولا يستقيم المعنى في بعض المواضع، ولو قدرناه مصدراً، كالعرض ونحوه؛ فالأقرب أنه منصوب بالفاء، أو الواو، فتأمل!. من المؤلف ¦.