[جوازم الفعل المضارع]
  واحترز بقوله: «أو طلب بالفعل» عن الطلب بغيره؛ فإن الفعل لا ينصب بعده، نحو: «نزالِ فنكرمُك»، و «صهْ فنحدثُك». وفيه خلاف.
[جوازم الفعل المضارع]
  هذا، ولما انتهى من نواصب الفعل المضارع شرع في الجوازم، فقال:
  ص: فَإنْ سَقَطَتِ الْفَاءُ بَعْدَ الطّلَبِ وقُصِدَ الجزاء جُزِمَ، نحو: {قُلْ تَعَالَوا أَتْلُ}[الأنعام ١٥١]، وَشَرْطُ الْجَزْمِ بَعْدَ النَّهْيِ صِحْةُ حُلُوْلِ «إِنْ لَا» مَحَلَّهُ، نحو: «لَا تَدْنُ مِنَ الأَسَدِ تَسْلَمْ»، بِخِلَافِ «يَأْكُلُكَ».
  ش: والجوازم قسمان:
  قسم يجزم فعلاً واحداً، وقسم يجزم فعلين.
  وبدأ بالأول، والمراد بسقوط الفاء «فاء السببية» التي ينصب بعدها بـ «أنْ» مضمرة، وهي المواضع المتقدمة كلها إلا النفي؛ لأنه ليس طلباً.
  وشرطها: أن يكون ما بعدها جزاء لما قبلها، ومعنى ذلك: أن يكون ما قبلها سبباً فيما بعدها، فإذا حذفت فاجزم الفعل، نحو: {قُلْ تَعَالَوا أَتْلُ(١)}، فجزم {أَتْلُ} لوقوعه في جواب الطلب، وعلامة جزمه حذف الواو.
  وشرط النهي: حلول «إنْ لا» محله، أي: محل النهي، فتقول في «لا تدن من الأسد تسلم»: «إِنْ لا تدن من الأسد تسلم» والمعنى مستقيم، بخلاف: «يأكلك» فإنك إذا قلت: «إن لا تدن من الأسد يأكلك» لم يستقم؛ لأن عدم القرب من الأسد ليس سببا للأكل، فلا تجزم هذا؛ لأنه لم يقصد الجزاء.
(١) الإعراب: قل: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت في محل رفع. تعالوا: فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بواو الجماعة، والواو في محل رفع فاعل. أتل: فعل مضارع مجزوم لوقوعه جوابا للطلب، وعلامة جزمه حذف حرف العلة الواو، والفاعل ضمير مستتر تقديره «أنا» في محل رفع.
الشاهد فيه: قوله تعالى: {اتلُ}، حيث جزم الفعل المضارع لوقوعه في جواب الطلب، وعلامة جزمه حذف حرف العلة «الواو».