شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[ما يجزم فعلين]

صفحة 47 - الجزء 1

  والرابع: «لا الناهية»، نحو: {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ(⁣١)}⁣[لقمان ١٣]، فـ «تشرك»: فعل مضارع مجزوم بـ «لا الناهية»، وعلامة جزمه السكون.

  و «لا الدعائية»، نحو: {لا تُؤَاخِذنَا(⁣٢)}⁣[البقرة ٢٨٦]، فـ «تؤاخذنا»: فعل مضارع مجزوم، وعلامة جزمه السكون.

[ما يجزم فعلين]

  ثم ذكر ما يجزم فعلين فقال:

  ص: وَيَجْزِمُ فِعْلَيْنِ:

  «إِنْ» وَ «إذْمَا» وَ «أَيُّ» و «أَيْنَ» و «أَنَّى» و «أَيَّانَ» و «مَتَى» وَ «مَهْمَا» وَ «مَنْ» وَ «مَا» وَ «حَيْثُمَا»، نَحْوُ: {إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ}⁣[النساء ١٣٣]، {مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ}⁣[النساء ١٢٣]، {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}⁣[البقرة ١٠٦].

  ويُسَمَّى الأَوَّلُ شَرْطًا، وَالثَّاني جَوَابًا وَجَزَاءً.

  ش: فهذه التي تجزم فعلين، وكلها أدوات شرط، وهي إحدى عشرة أداة:

  ١ - «إنْ»، نحو: {إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ(⁣٣)}، فـ «يشأ» فعل الشرط مجزوم بـ «إن»، وعلامة جزمه السكون، و «يذهب» جوابه وجزاؤه مجزوم بـ «إن»، وعلامة جزمه السكون.


(١) الإعراب: لا: حرف جزم ونهي. تشرك: فعل مضارع مجزوم بـ «لا الناهية» وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت. بالله: جار ومجرور متعلق بـ «تشرك».

الشاهد فيه: قوله تعالى: {تشرك}، حيث جزم الفعل المضارع بـ «لا الناهية» الجازمة.

(٢) الإعراب: لا: حرف جزم ودعاء. تؤاخذنا: فعل مضارع مجزوم بـ «لا» وعلامة جزمه السكون، نا: في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.

الشاهد فيه: قوله تعالى: {تؤاخذنا}، حيث جزم الفعل المضارع «تؤاخذ» بـ «لا» الطلبية الدالة على الدعاء لأنها تجزم الفعل المضارع.

(٣) الإعراب: إن: حرف شرط جازم يجزم فعلين. يشأ: فعل مضارع مجزوم بـ «لا الناهية» وهو فعل الشرط، وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. يذهبكم: فعل مضارع مجزوم جواب الشرط، والفاعل: ضمير مستتر تقديره هو، كم: في محل نصب مفعول به.

الشاهد فيه: قوله تعالى: {يشأ ... يذهبكم}، حيث جزم الفعلين لتقدم حرف الشرط الجازم «إنْ»، الذي يجزم فعلين.