شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[الجازم لفعل واحد]

صفحة 46 - الجزء 1

[الجازم لفعل واحد]

  ص: وَيُجْزَمُ أَيْضًا بِـ «لَمْ»، نحو: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} وَ «لَمَّا»، نَحْوُ: {لَمَّا يَقْضِ}، وَبـ «اللاَّم» وَ «لَا» الطَّلَبيَّتَيْنِ، نحو: {لِيُنفِقْ} {لِيَقضِ} {لَا تُشرِكْ} {لَا تُؤَاخِذنَا}.

  ش: هذه بقية الجوازم التي تجزم فعلا واحدا، وهي أربعة:

  الأول: «لم»، نحو: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ(⁣١)}⁣[الإخلاص ٣].

  والثاني: «لمَّا»، نحو: {لَمَّا يَقْضِ(⁣٢)}⁣[عبس ٢٣]، فـ «لما»: حرف نفي وجزم، و «يقض»: فعل مضارع مجزوم بـ «لَمَّا» وعلامة جزمه حذف حرف العلة وهو الياء.

  والثالث: «لام الأمر»، نحو: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ(⁣٣)}⁣[الطلاق ٧]، فـ «ينفق»: فعل مضارع مجزوم بلام الأمر، وعلامة جزمه السكون.

  و «لام الدعاء»، نحو: {لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ(⁣٤)}⁣[الزخرف ٧٧]، فـ «يقضِ»: فعل مضارع مجزوم بـ «لام الدعاء»، وعلامة جزمه حذف الياء.


(١) الإعراب: لم: حرف نفي وجزم وقلب. يلد: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون الظاهر، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو في محل رفع. ولم: الواو حرف عطف، لم حرف نفي وجزم وقلب. يولد: فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم وعلامة جزمه السكون الظاهر، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو في محل رفع نائب فاعل.

الشاهد فيه: قوله تعالى: {يلد ... يولد}، حيث جزم الفعل المضارع بـ «لم» وعلامة جزمه السكون.

(٢) الإعراب: لما: حرف جزم ونفي وقلب. يقض: فعل مضارع مجزوم بلما وعلامة جزمه حذف حرف العلة الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو في محل رفع.

الشاهد فيه: قوله تعالى: {يقضِ}، حيث جزم الفعل المضارع بـ «لما» وعلامة جزمه حذف حرف العلة «الياء».

(٣) الإعراب: لينفق: اللام لام الأمر، ينفق: فعل مضارع مجزوم بـ «لام الأمر» وعلامة جزمه السكون، ذو: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الستة، وهو وضاف. سعة: مضاف إليه. من سعته: جار ومجرور متعلق بـ «ينفق»، وسعة مضاف، والهاء: مضاف إليه.

الشاهد فيه: قوله تعالى: {لينفق}، حيث جزم الفعل المضارع بـ «لام الأمر» الجازمة.

(٤) الإعراب: ليقض: اللام لام الأمر، يقض: فعل مضارع مجزوم بـ «لام الدعاء» وعلامة جزمه حذف حرف العلة الياء. علينا: جار ومجرور متعلق بـ «يقضي»، ربك: فاعل، والكاف مضاف إليه.

الشاهد فيه: قوله تعالى: {ليقضِ}، حيث جزم الفعل المضارع بـ «لام الدعاء» الجازمة.