شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[الرابع: الاسم الموصول]

صفحة 60 - الجزء 1

  فألفاظ الخاص هي: «الذي» للمفرد المذكر، و «التي» للمفرد المؤنث.

  و «اللذان» للمثنى المذكر، و «اللتان» للمثنى المؤنث، بالألف رفعاً وبالياء نصباً وجراً. و «الذين» و «الأُوْلَى» لجمع المذكر، رفعاً ونصباً وجراً، و «اللائي» و «اللاتي» بالياء وحذفها لجمع المؤنث.

  والموصول المشترك: «من»، و «ما»، و «أي»، و «أل»، و «ذو»، و «ذا». فهذه مشتركة بين المذكر والمؤنث، والمفرد والمثنى والجمع. تقول في «مَنْ»: «رأيتُ مَنْ قام»، و «مَنْ قامتْ»، و «مَنْ قاما»، و «مَنْ قامتا»، و «من قاموا»، و «مَنْ قُمنْ» وقس الباقي.

  وتكون «ذا» اسماً موصولاً إذا وقعت بعد: «ما» أو «مَنْ» الاستفهاميتين. تقول: «ماذا صنعت؟» و «من ذا فَعَلَ هذا؟» أي: «ما الذي صنعت؟» و «من الذي فعل هذا؟».

  وكذا «ذو» في لغة طيء، قال شاعرهم:

  ١١ - فإنَّ المَاءَ ماءُ أبي وجَدِّي ... وبئري ذُو حفرت وذُو طَوَيْتُ⁣(⁣١)

  وإنما تكون «أل» موصولة إذا كانت في وصف صريح لغير تفضيل، وهو اسم الفاعل كـ «الضارب»، واسم المفعول كـ «المضروب»، والصفة المشبهة


(١) المعنى: إن هذا الماء كنت أرِدُهُ من عهد أبي وجدي، وأنا الذي حفرت هذه البئر وبنيتها بالحجارة.

الإعراب: فإن: الفاء للتعليل. إن حرف توكيد ونصب. الماء: اسمه. ماء: خبره، وهو مضاف وأبي: مضاف إليه، وإن مضاف والياء: مضاف إليه. «وجدي» الواو عاطفة، وجد: معطوف على أبي، وجد مضاف والياء مضاف إليه. وبئري: الواو عاطفة، «بئري»: مبتدأ، ومضاف إليه. ذو: اسم موصول بمعنى التي خبر المبتدأ أو معطوف على خبر إن. حفرت: فعل ماضٍ وفاعل، والجملة صلة للموصول لا محل لها. وذو: الواو عاطفة، ذو: معطوف على ذو السابقة. طويت: فعل وفاعل، والجملة: صلة للموصول، لا محل لها، وحذف العائد على الموصولين من جملتي الصلة، والأصل: وبئري ذو حفرتها وذو طويتها.

الشاهد فيه: قوله: «ذو حفرت ... وذو طويت»، حيث استعمل «ذو» في الجملتين اسمًا موصولاً بمعنى «الّتي»، وأجراه على غير العاقل؛ لأنّ المقصود بها البئر، وهي مُؤنّثة.