[باب المبتدأ والخبر]
المرفوعات
[باب المبتدأ والخبر]
  ص: بَابٌ: المُبْتَدَأ والْخَبرُ مَرْفُوعانِ، كَـ «اللهُ رَبُّنا»، و «مُحمَّدٌ نَبِيُّنا».
  ش: هذا شروع منه في مرفوعات الأسماء والمنصوبات والمخفوضات، وقد تقدم أن الكلمة: اسم وفعل وحرف، وذكر أحكام الحروف، وأنها مبنية، ثم أحكام الأفعال، الماضي والمضارع والأمر، وذكر أن الاسم ينقسم إلى: معرب ومبني، وقدم المبني لقلة الكلام فيه، وأخَّر المعرب لطول الكلام عليه، وكان الأولى تقديمه؛ لأن البناء عدم الإعراب، وكيف يعرف الطالب عدم شيء ولمَّا يعرف ذلك الشيء؛ ولكنه حذا حذو ابن مالك في ألفيته.
  هذا، والمرفوعات سبعة:
  المبتدأ وخبره، والفاعل ونائبه، واسم كان وأخواتها، وخبر إنَّ وأخواتها، والتوابع، وهي أربعة، وبعضهم عدها خمسة، كالمصنف، فكل اسم مرفوع لا يخرج عن واحد من هذه السبعة.
[تعريف المبتدأ]
  فالمبتدأ: هو الاسم المرفوع المجرد عن العوامل اللفظية للإسناد، فالاسم يشمل الاسم الصريح نحو: «زيد قائم». والمؤول به، نحو: {وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ(١)}[البقرة ١٨٤]؛ لأنه في تأويل «صيامُكُم خيرٌ لكم».
  وخرجت عن حدِّ المبتدأ الأسماءُ التي دخلت عليها العوامل اللفظية،
(١) الإعراب: وأن: الواو استئنافية، أن: حرف مصدري ونصب. تصوموا: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو في محل رفع فاعل، والمصدر المؤول من أن والفعل المقدر بصيامكم في محل رفع مبتدأ. خير: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. لكم: جار ومجرور متعلق بخير.
الشاهد فيه: قوله تعالى: {أن تصوموا}، حيث جاء المبتدأ مصدرا مؤولا، والتقدير: صومكم.