شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[الخبر الواقع جملة، وروابطه]

صفحة 68 - الجزء 1

  وفي الخصوص حُكْمٌ على شيء خاص؛ فأشبه المعرفة، فإذا قلت: «رجلٌ مؤمنٌ خيرٌ من مشركٍ» فقد تخصص رجل بوصفه بـ «مؤمن»، فـ «رجل»: مبتدأ، و «خير»: خبره.

  و «خمس صلوات» مبتدأ، وقد تخصصت «خمس» بإضافتها إلى «صلوات»، «كتبهن الله»: فعل ماض ومفعول به وفاعل، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ.

  و «أإله مع الله»: الهمزة للاستفهام الاستنكاري، و «إله»: مبتدأ وهو نكرة، فمعناه: النفي، أي: لا إلهٌ، وهو عام. وإن لم يكن الاستفهام استنكارياً جاز وقوع النكرة بعده مبتدأ، نحو: «أرجل في الدار»، و «هل رجل في الدار؟».

[الخبر الواقع جملة، وروابطه]

  ص: وَالْخَبَرُ جُمْلَةٌ لَهَا رَابِطٌ، كَـ «زَيْدٌ أَبُوهُ قائمٌ» و {وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ}⁣[الأعراف ٢٦] و {الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ}⁣[الحاقة ١ - ٢] و «زَيْدٌ نِعْمَ الرَّجُلُ»، إِلَّا في نحوِ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ(⁣١)}⁣[الإخلاص ١].

  ش: أي: ويقع الخبر جملة لها رابط؛ وذلك أن الخبرَ خبرٌ عن المبتدأ، فإذا قلت: «زيد قائم» صح؛ لأنك أخبرت عن زيد بالقيام.

  أما إذا كان الخبر جملة مثل: «زيد قام رجل» فـ «قام رجل» لا يصلح أن يكون خبراً عن زيد؛ لأن زيدا لم تخبر عنه بشيء، وإنما أخبرت بأن الرجل قام، فإذا قلت: «قام رجل في داره» فقد أخبرت عن زيد بأن الرجل قام في دار زيد؛ فلا بد إذاً من رابط يربطها بالمبتدأ حتى تكون خبراً عنه.


(١) الإعراب: قل: فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت في محل رفع. هو: ضمير في محل رفع مبتدأ. الله: لفظ الجلالة مبتدأ ثان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. أحد: خبر للمبتدأ الثاني مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وجملة الله أحد في محل رفع خبر المبتدأ هو.

الشاهد فيه: قوله تعالى: {الله أحد}، حيث لم تحتج إلى رابط بين المبتدأ «هو» وخبره الواقع جملة؛ لأنها نفس المبتدأ «هو» الذي بمعنى الشأن.