[الخبر الواقع جملة، وروابطه]
  والروابط أربعة:
  الأول: الضمير كما مثلنا.
  الثاني: اسم الإشارة، نحو: {وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ(١)}، فـ «لباس»: مبتدأ، وجملةُ «ذلك خير» جملةٌ من مبتدأ وخبر خبرُهُ، والرابط الإشارة؛ لأن المراد ذلك، أي: اللباس.
  والثالث: إعادة المبتدأ بلفظه، نحو: {الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ(٢)}، فجملة: «ما الحاقة»: خبر عن «الحاقة»، والرابط إعادة المبتدأ بلفظه؛ لأن «الحاقة» الثانية هي الأولى.
  الرابع: العموم، نحو: «زيد نِعْمَ الرجل»، فـ «زيد» مبتدأ، و «نعم الرجل» فعل وفاعل خبرٌ عن «زيد»، والرابط بينهما العموم لأن زيداً داخل في عموم الرجل، هذا كلامه، والظاهر أن الرجل هو زيد وليس داخلاً في عمومه، بل هو نفسه؛ لأن أصله «نعم الرجل زيد»، فـ «زيد» المخصوص بالمدح، ثم قدم «زيد» فصار مبتدأ.
  وإذا كان المبتدأ ضمير الشأن فلا يحتاج إلى رابط؛ لأن الخبر - الذي هو الجملة بعده - هو نفس ضمير الشأن في المعنى؛ لأن المراد هو، أي: الشأن والأمر الذي أريده: «الله أحد»، فجملة «الله أحد» هي نفس «هو».
(١) الإعراب: ولباس: الواو استئنافية، لباس: مبتدأ أول مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. التقوى: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة للتعذر. ذلك: ذا: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ ثان، واللام للبعد، والكاف: حرف خطاب. خير: خبر المبتدأ الثاني مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وجملة ذلك خير في محل رفع خبر المبتدأ لباس.
الشاهد فيه: قوله تعالى: {ذلك}، حيث جاء اسم الإشارة رابطا بين المبتدأ «لباس»، وخبره الواقع جملة.
(٢) الإعراب: الحاقة: مبتدأ أول مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. ما: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ثان. الحاقة: خبر ما مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وجملة ما الحاقة في محل رفع خبر المبتدأ الحاقة.
الشاهد فيه: قوله تعالى: {ما الحاقة}، حيث جاء الرابط بين المبتدأ «الحاقة»، هو إعادة المبتدأ بلفظه.