شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[مواضع حذف الخبر وجوبا]

صفحة 74 - الجزء 1

[مواضع حذف الخبر وجوبا]

  ص: وَيَجِبُ حَذْفُ الْخَبَرِ قَبْلَ جَوَابَيْ «لَوْلَا»، والْقِسَمِ الصَّرِيحِ، والْحَالِ المُمْتَنِع كَوْنُها خَبَراً، وبَعْدَ «وَاوِ المُصَاحَبَةِ» الصَّرِيحَةِ، نحو: {لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ}⁣[سبأ ٣١]، و «لَعُمْرُكَ لأَفْعَلَنَّ»، و «ضَرْبِي زَيَداً قائماً»، و «كُلُّ رَجُلٍ وضَيْعَتُهُ».

  ش: أي: ويحذف الخبر وجوباً في هذه المواضع، وهي أربعة:

  الأول: قبل جواب لولا؛ لأنه قد فهم المقصود فلا يحتاج إلى ذكره، نحو: {لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ(⁣١)} فـ «أنتم»: مبتدأ، وخبره مقدر دل عليه الكلام، أي: صددتمونا أو أضللتمونا أو نحوهما.

  [الثاني]: قبل جواب القسم الصريح، نحو: «لَعَمْرُكَ لأفعلنَّ»، فـ «عمرك»: مبتدأ، والخبر محذوف، تقديره: قسمي؛ لأن «لعمرك» لا يستعمل إلا في القسم.

  واحترز بالصريح عن غيره، نحو: «عهد الله» فإنه يستعمل في القسم نحو: «عهدُ الله لأفعلن» وفي غيره نحو: «عهدُ الله يجب الوفاء به»، لكن يلزمهم أنه إذا استعمل في القسم أنه يحذف الخبر وجوبا؛ لأنه كلام قد دل على القسم وليس محتملاً نحو: «عهد الله لأفعلن».

  والثالث: قبل الحال الممتنع كونها خبراً، نحو: «أكلي السويق ملتوتاً»، فـ «أكلي»: مبتدأ، و «السويق»: مفعول، و «ملتوتاً»: حال؛ لأن الأكل لا يوصف بأنه ملتوت، فالخبر محذوف تقديره: ثابت إذا كان ملتوتاً، أو: حاصل إذا كان ملتوتا، وكذلك يحذف الخبر مع الحال التي يصلح لأن تكون خبراً إذا نصبت هذه الحال؛ لأنه يمتنع كونها خبراً إذا نصبت.


(١) الإعراب: لولا: حرف امتناع لوجود. أنتم: ضمير في محل رفع مبتدأ لخبر محذوف تقديره: صددتمونا. لكنا: اللام واقعة في جواب لولا، كنا: فعل ماض ناسخ، نا: ضمير في محل رفع اسم كان. مؤمنين: خبر كان منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم، والجملة: جواب لولا.

الشاهد فيه: قوله تعالى: {لولا أنتم ... لكنا}، حيث حذف الخبر وجوبا قبل جواب «لولا»، والتقدير: لولا أنتم صددتمونا لكنا ...