شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[1 - كان وأخواتها]

صفحة 76 - الجزء 1

باب النواسخ

  ص: النَّواسِخُ لِحُكْم المُبَتَدأ والْخَبرِ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ:

  أَحَدُهَا: «كَانَ» و «أَمْسى» و «أَصْبَحَ» و «أَضَحْى» و «ظَلَّ» و «بَاتَ» و «صَارَ» و «لَيسَ» و «مَا زَالَ» و «مَا فَتِئَ» و «مَا انْفَكَّ» و «مَا بَرِحَ» و «مَا دَامَ»، فَيَرْفَعنَ المُبَتَدأَ اسْماً لَهُنَّ، ويَنْصِبْنَ الْخَبَرَ خَبَراً لَهُنَّ، نحو: {وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً(⁣١)}⁣[الفرقان ٥٤].

  ش: هذه نواسخ المبتدأ والخبر، وسميت نواسخ لأنها تدخل عليهما وتنسخ حكمهما. فالأول: «كان وأخواتها»، وهي ترفع المبتدأ تشبيها بالفاعل ويسمى اسمها، وتنصب الخبر تشبيها بالمفعول به ويسمى خبرها.

  والثاني: «إنَّ وأخواتها»، وهي تنصب المبتدأ اسماً لها، وترفع الخبر خبراً لها.

  والثالث: «ظَنَّ وأخواتها» وهي تنصبهما جميعاً على أنهما مفعولان.

[١ - كان وأخواتها]

  فأما «كان وأخواتها» فهي ثلاث عشرة لفظةً: ثمانية منها تعمل بغير شرط، وهي: «كان» و «أمسى» و «أصبح» و «أضحى» و «ظل» و «بات» و «صار» و «ليس». وأربعة بشرط أن يدخل عليها النفي أو شبهه، وهو النهي والدعاء، وهي: «زال، وانفك، وفتئ، وبرح». فالنفي نحو: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ(⁣٢)}⁣[هود ١١٨]؛ فـ «لا»


(١) الإعراب: وكان: الواو استئنافية، كان: فعل ماض ناسخ. ربك: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، الكاف: ضمير في محل جر مضاف إليه. قديرا: خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

الشاهد فيه: قوله تعالى: {رب ... قديرا}، حيث رفعت «كان» المبتدأ «رب»، ونصبت الخبر «قديرا».

(٢) الإعراب: ولا: الواو حرف عطف، لا: حرف نفي. يزالون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو في محل رفع اسم يزال. مختلفين: خبر يزال منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم.

الشاهد فيه: قوله تعالى: {لا يزالون}، حيث أعمل «يزالون» عمل «كان»؛ لأنه سبق بـ «لا النافية».