شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[شروط إعمال ما النافية عمل «ليس»]

صفحة 84 - الجزء 1

  ولإعمالها ثلاثة شروط:

  ١ - أن لا يتقدم خبرها على اسمها، فإن تقدم فارفعهما، نحو: «ما قائمٌ زيد»، ولا معمول الخبر، نحو: «ما الخبزَ أنت آكِلٌ»، إلا إذا كان معمول الخبر ظرفاً أو جاراً ومجروراً فإن تقدم على اسمها نحو: «ما في الدار زيد جالساً»، و «ما عندك بكرٌ مقيما»، عملت كما مثلنا.

  ٢ - وأن لا يقترن اسمها بـ «إن» الزائدة، فإن اقترن فارفعهما، كقوله:

  ١٦ - بَنِي غُدَانَةَ مَا إِنْ أَنْتُمُ ذَهَبٌ⁣(⁣١) ... [وَلَا صَرِيفٌ وَلَكِنْ أَنْتُمُ الخَزَفُ]

  ٣ - أن لا يقترن خبرها بـ «إلا»؛ فإن اقترن فارفعهما، نحو: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ(⁣٢)}⁣[آل عمران ١٤٤].


= الشاهد فيها: قوله تعالى: {ما هذا بشرا}، حيث أعملت «ما» عمل «ليس» على لغة الحجازيين، وبها نزل القرآن العظيم، وبنو تميم يهملونها.

(١) اللغة والمعنى: غدانة - بضم الغين وفتح الدال مخففة -: حي من يربوع. الصريف: الفضة. الخزف: ما عمل من الطين وشوي بالنار فصار فخارا. يهجو الشاعر بني غدانة، ويقول: لستم يا بني غدانة من كرام الناس، ولا من أوساطهم، ولكنكم من الطبقة الدنيا ومن الأسقاط، فلم هذا التفاخر والتعاظم؟ وجعل الذهب مثلا للأشراف، والفضة مثلا لمن دونهم، وأراد بالخزف حثالة الناس.

الإعراب: بني: منادى بحرف نداء محذوف، منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. وغدانة: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف. ما: نافية مهملة. إن: زائدة: أنتم: ضمير رفع مبتدأ. ذهب: خبر. ولا: الواو عاطفة، لا: زائدة لتأكيد النفي، صريف: معطوف على ذهب. ولكن: الواو عاطفة، لكن: حرف استدراك: أنتم: ضمير رفع منفصل مبتدأ. الخزف: خبر المبتدأ.

الشاهد فيه: قوله: «ما إن أنتم ..»، حيث أهمل «ما النافية» فلم يعملها، وذلك سبب وجود «إنْ» الزائدة بعدها.

(٢) الإعراب: وما: الواو حرف عطف، ما: حرف نفي. محمد: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. إلا: حرف استثناء. رسول: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {ما محمد إلا رسول}، حيث أهملت «ما» النافية ولم تعمل عمل «ليس» لاقتران خبرها بـ «إلا».